المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:09 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

نخوض حرب ذاكرة ونحتاج لتقويم وطني

اثنان وعشرون عاما على رحيل الأديب الجمهوري الفذ زيد مطيع دماج طيب الله ثراه.

لقد كان دماج نموذجا للروائي الجامع بين تقنيات الحكي وحرارة القضية وبراعة الالتقاط ودماثة الخلق.

صاحب رواية "الرهينة" التي صنفت كواحدة من أهم مئة رواية عربية في القرن العشرين، رحل باكرا ولم يزل حاضرا بأدبه وإبداعه الذي يتوجب أن يحتذى لأن زيد مطيع دماج مدرسة وطنية وظاهرة ابداعية بكل ما تعنيه الكلمة.

بالصدفة عرفت أنها ذكرى رحيله من منشور في حائط ابنته النجلاء، والواجب ألا يكون اكتشافنا لمثل التواريخ محض صدفة بل نحتاج لتقويم وطني سبتمبري يتم فيه حصر الرموز والأحداث على مدار السنة، قديمها وحديثها، ليكون إحياؤنا لهذه الرموز معدا سلفا ومتواشجا ومتنوعا. وليس المقصود التقويم الحميري الذي صار متوفرا بمجهود "الفوج الخامس أقيال" حد تعبير فتحي أبو النصر. وفتحي من أكبر مريدي الأديب زيد مطيع دماج، قضينا ليالي في مقر مركز نشوان بصنعاء نسمُر على إبداعات ذلك الروائي الفريد.

نخوض في الحقيقة مع مليشيا الكهنوت السلالي "حرب ذاكرة" (والمصطلح للأستاذ غائب حواس)، فهم يعمدون لطمس ذاكرتنا القريبة مثلما فعلوا بالأمس مع ذاكرتنا البعيدة وعلينا أن نعيد كليهما، ذلك أن الشعب بلا ذاكرة ولا تاريخ ولا رموز ليس شعبا بل فريسة مستلبة بيد أعدائه.

لم يستطع الكهنوت خداعنا إلا بعد أن حقق تقدما في مضمار عزلنا عن ذاكرتنا، وكما أكدت سابقا فإن "لكل بلد حكايته الطويلة.. ولكل حكاية تفاصيلها وأسماؤها ونقاطها المضيئة والمعتمة.. ولكل شعب ذاكرة، نائمة أو مستيقظة والمكان أيضاً له ذاكرة. وأشد الشعوب تعاسة هو الشعب الذي تَعَرّضَ لعمليات قاسية ومتوالية بغرض عزله عن ذاكرته.

من ثم، فإن أصعب المهمات أمام المفكرين والمثقفين والساسة هي مهمة إعادة الذاكرة لشعب حيل بينه وبين ذاكرته..

هذا البلد هو اليمن..

وهذه المهمة هي التحدي الذي تجابهه النخب اليمنية الحية منذ بدء القرن العشرين وإلى الآن.. ذلك أن اليمنيين عاشوا أطول فترة غيبوبة على مدى التاريخ.. تماماً مثلما عاشوا إبان حضارتهم أطول فترة تمكين واستقرار على مدى التاريخ.. لكن الشعوب القوية تستعيد عافيتها بسرعة. ويحدث أثناء هذه الاستعادة لغط وارتباك واستعجال كثير. كما تتعرض بالمقابل لمحاولات محمومة بغرض إبقائها في حالة الغيبوبة..".

بعد أيام، في ختام شهر مارس، تحل علينا ذكرى رحيل الشهيد الخالد خالد الدعيس رحمه الله.. وقد تواصل بي العزيز حفظ الله العميري مشكورا لتكون ذكرى استشهاده محطة للوقوف عند نضاله وقصائده ومقالاته ومقولاته بما يجعل منه نموذجا ممتدا في الأرواح والأزمان.