المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:22 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

بعد غياب 19 سنة عدت إليها

عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي

بعد غياب 19 سنة عن القرية، عدت إليها.
ذهبت إلى هذه البركة فاحتشد الشجن كأنه قطيع من النمل يحتشد حول قطعة سكر. واشتعلت الذكريات في ذاكرة الأحجار المرصوفة.

شجن عمره 35 عاماً، مدفون في هذه البركة.
كنت أرى نفسي وأنا مربوط بالحبل، وأرى البركة مليئة بضحكات الأطفال وبكائهم. وشعرت بالتهاب أنفي كأنه مليء بالماء.

ذهبت إلى البركة الأخرى، (بركة الحسني).. تذكرت الخمس الجنيهات الذهبية التي سقطت من عنق أمي وهي تغرف الماء، فعادت إلى البيت بسطل مليء بالطحالب.

بركة فقد أبي فيها ساعته الـ(ويست إند)، التي كانوا يسمونها (صليب)، وبركة أخرى فقدت أمي فيها خمس جنيهات قالت إنها كانت مهرها. وفي كلتا البركتين كنت أبحث عني.. عن ذلك الولد الذي كان يحمل (جزء عم)، وهو مندهش بألوانه الصفراء والحمراء، ونقوشه الهندية أو الباكستانية، وينام وهو يحلم بامتلاك بـ(ربع يس).
ذلك الولد الصغير الذي كان يملأ عينيه بكحل الجامع الكبير، ويظل يتأمل تلك المكحلة الضخمة كأنها مكوك فضائي.

قبل أشهر قليلة عدتُ إلى شهارة، مسقط روحي، بهذه الصورة المرهقة بعد سفر وسهر ليلتين كاملتين، وأنا أفكر كيف ستستقبلني قريتي بعد كل هذا الغياب، وبأي طريقة سأصافحها وأحتضن أحجارها وتحتضنني أزقتها؟

ما زلت أستنشق (ورد الليل)، ورائحة الحوانيت القديمة، ورائحة بارود الـ(طَّمَش) أبو حمامة، وقرطاسه الأحمر الذي كان ملمسه أصلياً كالنقود.

أحسستُ بحنين أسماك السلمون لموطنها الأول، حين تعود لتموت حيث ولدت في موطنها الأول.