المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 08:36 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
استهداف ضابط أمني بتفجير قنبلة في منزله درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المناطق اليمنية خلال الـ24 ساعة القادمة ”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف

من يُفرط بأرضه؛ يُفرط بعِرضه!

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

منذ زمن كان هذا المثل يشغل تفكيري:" من يُفرط بأرضه؛ يُفرط بعِرضه" من أين جاء هذا الربط بين الأرض والعِرض، لماذا تُقرن المرأة بالجغرافيا وكأنها قطعة أرض تتطلب السطو عليها وفرض السيطرة والسيادة. هذا الربط تعبير كاشف عن خيال العربي ونظرته للمرأة..يتضمن المثل دلالة حدودية، تستلزم القمع. وإذا ما تتبعت جذور المثل، ستجد بالفعل أنه ينبع من النظر للمرأة، كشيء، وبالمفهوم الحديث، "التشيؤ" أي النظر لها كبضاعة، مادة مملوكة.
فيما مضى من الزمان، كان يمكن تفهُّم خروج أمثال كهذه، في سياقات ذلك الزمن، حيث الرجل العربي، #حامي_الحمى والمحارب الذي يحرس الحدود ويذود عن أهل القبيلة؛ لكن استمرار هذا المنطق يكشف عن ذهنية متجمدة لا تدرك تغيرات الزمان. حيث المرأة لم تعد مخلوقًا قاصرًا بحاجة لرعاية أحد، والعالم لم يعد غابة مليئة بالوحوش ويتوجب عزل المرأة منه والسهر لحمايتها بالبندقية ومنعها من السفر وإدارة حياتها بحرية.

الرجل العربي كائن يغلي بالقيم العاطفية، الغيرة الشديدة والمراقبة الدائمة للمرأة والإحساس بمسؤوليته عنها، مبدئيًا ليست المشكلة في هذه العواطف، إلا حين تكون بصيغ مبالغ بها. المشكلة هو أن مسألة التحكم بحياة المرأة لدى الرجل العربي، ما تزال إحدى دوافعه النفسية العميقة، فإحدى مرتكزات الإحساس بذاته قائمة على هذا المكون الشعوري وعندما يشعر بوجود محاولات استقلالية لدى المرأة؛ تمسّه الإهانة ويستشعر جرحًا في صميم طبيعته ورجولته.
يحتاج الرجل العربي أن يُحرر نفسه من مسألة وصايته على المرأة، أكثر من حاجة المرأة للتحرر من وصايته، يحتاج أن يستشعر ذاته بعيدا عن فكرة الفارس المغوار وحامي شرف القبيلة، وأن يراكم أدوات قوته وحضوره والإحساس بكيانه بمعزل عن فكرة تسيِّده على المرأة. بهذه الحالة سيحرر نفسه من مشاعر الغضب ولن ينظر لمسألة مطالبة المرأة، بحقها في استصدار جواز سفر، كما لو أنه موضوع مهين له أو جارح لكرامته؛ بل سينظر إليها كعامل قوة جواره، مثلما هو عامل قوة لها.

هكذا تسير الحياة بسلاسة أكبر ودونما اشتباكات فارغة..لا يعلو الصياح في مواضيع كهذه، ولا تُقرأ كتمرد، إلا لأن هناك محاولات سيطرة ذكورية، ما عادت مجدية في واقع متحرك تخلخلت فيه كثير من مراكز السيطرة القديمة وتخلق مكانها صيغ علاقة إجتماعية حرة وقائمة على التشارك والتفاهم المفتوح وليس الوصاية الأبوية الخانقة.