المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:35 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

تداعي حر لمئات الآلاف من اليمنيين الغاضبين المقموعين بصنعاء يبعث الرعب

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

لا ينتظر المقهور سوى لحظة مناسبة وبندقية تقع في يديه وسوف يشعل النار في أثواب الجميع، وحين يتمكن من الثأر فهو لا يطلق النار بحكمة، بل يفعلها مدفوعًا بالنقمة والعمى حتى ينتصر على جلاده أو يُهلك دون هدفه.

ما حدث بالأمس في تويتر، ليس حملة إعلامية مصنوعة في الغرف المغلقة، الغرف الموجهة لا تستثير كل هذه الحشود، إنها حالة من التداعي الحر لم يسبق أن تجلت في أي حملة إعلامية قام بها أي طرف طوال السنوات الماضية.

تلك هي الجموع المقموعة من التظاهر في صنعاء وقد بحثت لها عن مساحة موازية للتعبير عن مشاعرها، أُغلقت أمامهم الشوارع والميادين الواقعية، فذهبوا يتدبرون نوافذ بديلة كي يقولوا كلمتهم أمام العالم.

ما عاد بإمكان جماعة مهما بلغت وحشيتها أن تعتقل المجتمع للأبد، لم يعد بإمكانكم أن تحتكروا الحقيقة وتعزلوا الناس، ففي التقنية ما يكفي من الحيل كي يتدبر الناس حريتهم ويُفصحوا عن مواقفهم ضدكم. . يمكنك أن تختطف مجتمعًا بالقوة ؛ لكن هذا لا يضمن ولاءه لك، أنت هكذا تضلل نفسك بولاء مزيف، وحدها حرية التعبير من تمنحك صورة حقيقة عن ولاء الناس لك من عدمه.

وإذا أراد الحوثيون أن يرون صورتهم الحقيقة في أذهان الناس، عليهم أن يتابعوا سيول الغضب والقهر في صدور اليمنيين منذ البارحة حتى اليوم في مواقع التواصل، تلك صورة مكثفة لحاضرهم ومستقبلهم المحروق، لا يوجد جماعة في تأريخ اليمن جنت على نفسها وعلى اليمنيين كما فعلت جماعة الحوثي.

مئات الآلاف من اليمنيين الغاضبين وهم يعبرون عن قهرهم بالأمس، لم يولدوا فجأة، هذا تراكم سنين من القهر والمقهورين، تكثفوا في لحظة واحدة فكان المشهد باعث للرعب وكاشفًا عن الصورة القاتمة التي تنتظر هذه الجماعة.

لا أحد يحتفي بالضغائن؛ لكن لا أحد يستطيع أن ينتزع القهر من صدور المكسورين دون تكلفة، لا يمكن أن تقنع الناس بالمغفرة وما تزال آثار الذل بادية على ملامحهم وفي أعماقهم يغلي غضب المهان، ولا أظنه يغفر دون أن يستعيد حقه المهدور ويشفي جرح كرامته في الأعماق.

أليس فيهم رجل رشيد، ألا يوجد حوثي يسأل نفسه: لماذا يكرهوننا إلى هذا الحد، هل يعقل أن خرافات المذهب صنعت بينهم وبين الحقيقة حجابًا وعزلتهم عن الناس؛ لدرجة أنهم لا يستشعرون ما يبطنه لهم المجتمع من ضغينة وحقد.

‎#HouthiTerrorismInYemen