الإثنين 5 مايو 2025 06:51 صـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مخدرات بقيمة 1.2 مليار جنيه .. شبكة دولية للمخدرات تتزعمها سارة خليفة تهز الرأي العام المصري (تفاصيل صادمة)

الإثنين 5 مايو 2025 03:48 صـ 8 ذو القعدة 1446 هـ
سارة خليفة
سارة خليفة

في واحدة من أخطر القضايا الأمنية التي كشفتها أجهزة الأمن المصرية خلال السنوات الأخيرة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بتفكيك شبكة دولية لتجارة وتهريب وتصنيع المواد المخدرة، تتزعمها المنتجة والمذيعة المعروفة سارة خليفة، وكشفت التحقيقات عن تورط شخصيات عامة وعلاقات مشبوهة وأدلة رقمية صادمة، وسط صدمة كبيرة في الشارع المصري ومنصات التواصل الاجتماعي.

الهاتف المحمول.. نقطة التحول في التحقيقات

انطلقت شرارة القضية بعد القبض على المتهمة الرئيسية، لتبدأ أجهزة الأمن في تفريغ وتحليل محتويات هاتفها الذكي. ووفق مصادر أمنية، شكّل الهاتف أداة مفصلية في الوصول إلى خيوط الشبكة، حيث احتوى على تسجيلات مرئية لتعذيب أشخاص يُعتقد أنهم متورطون في العمليات أو على خلاف مع التنظيم، كما كشفت محادثات عبر تطبيق واتساب عن تفاصيل دقيقة لخطوط التهريب والتوزيع داخل مصر وخارجها.

ضبط شحنات مخدرات قيمتها 1.6 مليار جنيه

خلال سلسلة من المداهمات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة، من بينها أكثر من 165 كجم من البودرة المخدرة، و200 كجم من الحشيش المصنع، إلى جانب مخدر الحشيش الاصطناعي وكميات من المواد الخام المستخدمة في التصنيع، وأعلنت وزارة الداخلية رسميًا، الثلاثاء الماضي، ضبط باقي أفراد التشكيل العصابي وبحوزتهم مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ1.2 مليار جنيه، ليصل إجمالي المضبوطات في القضية إلى نحو 1.6 مليار جنيه مصري.

الواجهة التجميلية.. غطاء لتهريب السموم

اتبعت سارة خليفة أسلوبًا محكمًا للتمويه، إذ استوردت شحنات المخدرات على أنها مستحضرات تجميل، واستغلت بطاقة الإقامة الذهبية التي تحملها في الإمارات لتسهيل نقل الشحنات من الصين إلى دبي ثم إلى مصر. وقد أنشأت مركزًا تجميليًا في القاهرة ليكون واجهة لتمرير الشحنات وإعادة توزيعها لاحقًا.

مذيعة "حاصلة على الابتدائية".. خلف ستار الإعلام

واحدة من المفارقات الصادمة في القضية أن سارة خليفة، وفق ما أكدته التحريات، لم تكمل تعليمها الرسمي، وكانت حاصلة فقط على الشهادة الابتدائية، ورغم ذلك تمكنت من العمل في الإعلام وتقديم برامج على قنوات فضائية داخل وخارج مصر. ووفق التحقيقات، كانت هذه الواجهة الإعلامية إحدى أدواتها لتوسيع دائرة علاقاتها التي ساعدتها لاحقًا في الحصول على معدات تصنيع مخدرات وتهريبها إلى مصر.

شقة تتحول إلى معمل تصنيع وخلط

لم تكتف خليفة بالاتجار، بل شاركت فعليًا في تصنيع وتخليق المواد المخدرة داخل شقة سكنية قامت بتحويلها إلى معمل متكامل، وذلك بالتعاون مع سيدة أخرى من محافظة ساحلية. وتؤكد التحريات أن آلات ومعدات التصنيع تم جلبها من الخارج بمساعدة شخصيات تم تحديد أسمائها ضمن القضية.

شقيق المتهمة.. العقل المدبر لعمليات التخزين

كشفت التحقيقات أيضًا أن شقيق سارة، محمد، لعب دورًا رئيسيًا في توزيع المواد المخدرة وتخزينها في أماكن مختلفة بالقاهرة والجيزة، بالتنسيق مع باقي أفراد التشكيل العصابي. وتمكنت الجهات المختصة من رسم خريطة دقيقة لتحركات الشبكة، اعتمادًا على بيانات الهواتف وأجهزة الحاسوب المحجوزة.

التنظيم الإجرامي.. شخصيات دولية وأسماء ثقيلة

تشير المعلومات إلى أن الشبكة لم تكن محلية، بل ضمّت عناصر من مصر والعراق ودول أخرى، ومن بين المتهمين أسماء مثل "خالد.ف"، "سعيد.س"، "أحمد.ع"، و"إسماعيل.م"، إضافة إلى المدعو "دريد" العراقي الهارب، و"الأبيض" وهو أحد أبرز قادة الشبكة والمحكوم سابقًا بالسجن المؤبد. كما أكدت مصادر أمنية أن التعاون مع جهات دولية ساعد في تتبع تحركات بعض العناصر عبر الحدود.

غسيل أموال وتجميد أرصدة

أحيل الملف إلى نيابة الأموال العامة العليا التي بدأت تحقيقًا موسعًا في شبهة غسيل أموال عبر كيانات تجارية وهمية. وتم التحفظ على ممتلكات المتهمين وأرصدتهم البنكية، إلى جانب فحص شامل لحساباتهم بالتعاون مع البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية، وتحليل حركة الأموال داخل وخارج مصر.

إنكار ودهشة.. لكن الأدلة دامغة

رغم حجم الأدلة، أنكرت المتهمة الرئيسية تورطها، مدعية عدم علمها بالمضبوطات، غير أن تسجيلات هاتفها ومحادثات الواتساب أثبتت العكس. كما عجزت عن تبرير تحويل شقتها إلى معمل تصنيع، أو علاقاتها مع شخصيات عامة يُعتقد أنها وفرت الغطاء اللوجستي والقانوني.

رأي عام مشحون.. وتحقيقات موسعة

مع إعلان تفاصيل القضية، تحولت إلى "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط هذه الشبكات التي تتخفى وراء أنشطة تبدو بريئة. وقد أثارت مقاطع التعذيب، والعلاقات الغامضة، والأساليب الجديدة للتهريب، حالة من الذهول الشعبي، في وقت أعلنت فيه النيابة استمرار حبس سارة و6 من شركائها على ذمة التحقيق.

رسالة صارمة في وجه الجريمة المنظمة

تعكس قضية سارة خليفة خطورة تمدد الجريمة المنظمة داخل قطاعات تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن الشبهات كالإعلام ومراكز التجميل. وتوجه القضية رسالة حازمة بأن الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن ملاحقة هذه الشبكات، مهما كان الغطاء الذي تختبئ خلفه.

سارة خليفة، شبكة مخدرات دولية، تجارة المخدرات في مصر، قضايا غسيل الأموال، بطاقة الإقامة الذهبية، تهريب مخدرات، واتساب، فيديوهات تعذيب، الأمن المصري، مركز تجميل، حشيش مصنع، بودرة مخدرة، الحشيش الاصطناعي، الداخلية المصرية، النيابة العامة، شحنات مخدرات، علاقات مشبوهة، شخصيات عامة، عصابات دولية، معمل تصنيع مخدرات، المذيعة المصرية، ضبط تشكيل عصابي، جرائم الإعلام، الابتدائية، ماكينة خلط مخدرات، وزارة الداخلية المصرية، النيابة المصرية.

موضوعات متعلقة