مخدرات القات في فلسطين

في حادثة تعد الاولى.. ضبطت الأجهزة الأمنية الفلسطينية كمية كبيرة من القات تبلغ (55) كيلوغرام في نابلس وخمس أشجار كبيرة من القات المخدر، مزروعة غرب رام الله، وتعتبر نبتة القات المخدرة ممنوعة من التداول في دولة فلسطين لضررها على صحة ابناء شعبنا الفلسطيني، بموجب قرار بقانون رقم 18 لسنة 2015 بشأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
التعريف - القات أو شاي العرب هو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن وينتشر تعاطي القات على نطاق واسع في اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب إفريقيا، وتزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية والهضاب البالغ ارتفاعها حوالي 800 م من سطح البحر، ويصل طول الشجرة أحياناً إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وذات قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس.
التركيب الكيميائي - تتكون نبتة القات من مركبات عضوية أهمها "الكاثينون" وهي مواد تتشابه في تركيبها الأمفيتامين المنشط ويسبب انعدام الشهية وحالة النشاط الزائد ، ولهذه المواد تأثير على الجهاز العصبي، حيث تتسبب إفراز بعض المواد الكيميائية التي تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالإجهاد والتعب، ويزيد القدرة على التركيز في الساعات الأولى للتعاطي، ثم يعقب ذلك شعور بالاكتئاب والقلق، وصنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان وفي ١٩٨٠م صَنفته منظمة الصحة العالمة كمخدر ضار يتسبب بإدمان نفسي، وهو مُحرم في بعض الديانات كالإسلام.
يقدر عدد الذين يستخدمون القات ب 10 ملايين حول العالم، وفي اليمن، حسب دراسة كبيرة، فإن 82% من الرجال و43% من النساء قد استخدموا القات ولو لمرة واحدة في حياتهم.
تأثير تعاطي أوراق القات – عند مضغ أوراق القات يدخل المريض في حالة من الغبطة والنشوة بالإضافة إلى شعور الشخص باليقظة والتنبه، وتسبب عند البعض أيضا ارتفاع في الضغط وتسارع في نبضات القلب.
عادة ما تزول هذه الأعراض خلال 90 دقيقة إلى 3 ساعات، ولكن قد تستمر في حالات أخرى ل 24 ساعة، وبعد ذلك يشعر الشخص باكتئاب في المزاج، التهيج، فقدان الشهية والأرق.
تأثير تعاطي أوراق القات من الناحية الصحية - يسبب الاستخدام المزمن والكثير للقات أعراضا جانبية عديدة، منها:
تسوس الأسنان
أمراض اللثة
أمراض الجهاز الهضمي مثل الامساك، قرحة المعدة والتهاب المعدة
ازدياد خطر الاصابة بأورام الجهاز الهضمي
ازدياد خطر الاصابة باضطرابات القلب مثل اختلال نظم القلب، انخفاض كمية التي الدم التي يتم ضخها أو احتشاء عضلة القلب.
تأثير القات على الجنس - ينجم عن الإدمان المزمن على القات حدوث أضرار جنسية عديدة لدى الذكور والاناث على السواء.
تأثير القات على الذكور:
• نقص في نسبة الهرمون الجنسي الذكري 'هرمون التستوستيرون' في الدم، إذ يلعب هذا الهرمون دورا واضحا في إنتاج الحيوانات المنوية، حيث تنخفض من حيث العدد وتضعف من حيث الحركة بالإضافة الى حدوث تشوهات فيها.
• ضعف الانتصاب.
• ضعف أو انعدام القدرة على ممارسة الجنس.
• الضعف الجنسي المبكر (الذي يحصل في سن مبكرة).
• الخمول الجنسي.
• انخفاض الشهوة الجنسية.
• انخفاض المقدرة على التلقيح والحمل وضعف المنويات وفقدان قدرتها على تلقيح البويضة.
• العقم الناجم عن إعاقة تكون المنويات.
تأثير القات على الإناث:
• الخمول (الارتخاء) الجنسي.
• الضعف الجنسي.
• نقص الشهوة الجنسية.
• انخفاض القدرة على الاخصاب (ضعف عملية تلقيح البويضات).
تأثير القات على الحامل:
يؤثر الادمان على القات تأثيرا سلبيا على المرأة الحامل، وخاصة على نمو وتكامل ونضج الجنين، مما يؤدي إلى خطر وفاة الجنين أو إلى ولادته بوزن منخفض أو مصابا بتشوهات خلقية أو بمضاعفات عديدة.
إن مادة القاتين تقلل من كمية الدم المار عبر الخلاصة إلى الجنين بسبب حصول تقلص في الأوعية الدموية الموجودة في الخلاصة مما يؤدي إلى نقص في تغذية الجنين وبالتالي يؤثر على نموه الطبيعي.
تأثير القات على المرضع:
تمر مادة القاتين بسهولة من الأم إلى طفلها الرضيع، إذ يحتوي حليبها على هذه المادة الضارة.
حيث ان مادتي الدوبامين واللاتين تعملان على التقليل من- إفراز الحليب الطبيعي عند الأم المرضع المتعاطية للقات وذلك عبر تأثيرهما على إحداث نقص في إفراز هرمون البرولاكتين وبالتالي على إضعاف إنتاج الغدد اللبنية.
كما أن نقص وسوء التغذية نتيجة فقدان الشهية للطعام لدى الأمم المدمنة على القات يمثل سببا إضافيا لحصول انخفاض في إدرار الحليب عندها مع ما يحمله هذا الأمر من مخاطر صحية على حياة طفلها.
ولا بد من الإشارة إلى الأضرار الناجمة عن تخزين القات وتدخين التبغ من قبل الأمهات المرضعات على نمو الرضيع الجسدي والنفسي.
تأثير تعاطي أوراق القات من الناحية الاقتصادية -
• هدر كبير للمال، بسبب ارتفاع سعر القات، وهذا بدوره ينعكس سلبا على الفرد والمجتمع بشكل واضح
• قلة الإنتاج لما يولده لدى متعاطي القات من عدم الرغبة في الإنتاج
• عدم المقدرة على توفير المال اللازم للأسرة ومن يعول.
• انتشار البطالة، والفقر
تأثير تعاطي أوراق القات من الناحية الاجتماعية -
• الاستعداد الكبير للانحراف لدى المتعاطي لهذه النبتة
• عدم الشعور بالمسؤولية، أو الإحساس بالواجب تجاه الأسرة، والمجتمع ككل.
التشريعات الوضعية من القات في الدول العربية -
معظم الدول العربية ذكرت القات في تشريعاتها الوضعية، ومنعته وحرمته وعدته من
المخدرات باستثناء اليمن:
• مصر - في القانون رقم 182 لسنة 1960م
• سوريا في القانون 2 الصادر عام 1993م
• العراق في القانون 68 لسنة ،1965 والمعدل بالقانون رقم 4 لسنة ،1967 والقانون 96 لسنة ،1968 والقانون 11 لسنة 1970
• قطر في قانون رقم 9 لسنة 1987م
• فلسطين في قرار بقانون رقم 18 لسنة 2015 بشأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
وقد تبين من خلال دراسات مختلفة ان زراعة القات في فلسطين المحتلة يقوم بها يهود اليمن.. وقد جمعوا عدة أنواع من القات من عدة مناطق في اليمن وتم زراعته بأحدث الاساليب وبموافقة من الحكومة الإسرائيلية.
وقد وجد الإسرائيليون في فلسطين المحتلة أكثر من طريقة لاستهلاكه:
• مشروب روحي يتكون من خلال عصر أوراق شجرة القات مع الليمون والسكر
• مجموعة من المخدرات الكيميائية التي ترتكز في تركيبها على القات وتكون على شكل مسحوق للاستنشاق
وفي الخلاصة نقول ان الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في النسيج الفلسطيني، فسعى إلى نشرها وترويجها بين أبناء الشعب الفلسطيني مركزًا على فئتي الشباب والأطفال من الجنسين مستخدما كافة الوسائل، بهدف إحكام السيطرة عليه وتحويله إلى مجتمع بعيد عن قيمه وتعاليم دينه وبعيد عن قضيته الأساسية ومشروعه الوطني في التحرر وتحقيق الاستقلال.
وان الوقاية والمكافحة من أفة المخدرات بشكل عام لا تقع كلها على إدارة مكافحة المخدرات ولا على الجانب التشريعي ولا على الجانب الأمني فقط، فالمسؤولية جماعية تبدأ من الاسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع والمؤسسات العامة والخاصة وعلى جميع أجهزة الدولة على جميع المستويات ولا ننسى دور الاعلام في هذا المجال.
*طبيب فلسطيني
وكالة وطن للأنباء