الجمعة 14 فبراير 2025 01:54 صـ 15 شعبان 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

محمد بن سلمان: قائد التحولات وعراب الرؤية التي تعيد صياغة مكانة السعودية وتحدد قواعد اللعبة عالميًا

الجمعة 24 يناير 2025 06:23 صـ 24 رجب 1446 هـ

محمد بن سلمان ليس مجرد قائد عادي، بل هو استثنائي في فهمه لكيفية بناء العلاقات الدولية وإعادة صياغة دور المملكة العربية السعودية على الساحة العالمية. وأسلوبه في قيادة السياسة السعودية يعتمد على لغة الأرقام، تلك اللغة التي يفهمها العالم جيدًا وتحترمها القوى العظمى. وعندما تختار السعودية تحت قيادته أن تستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، فإن ذلك ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل رسالة سياسية عميقة تبرز قدرة المملكة على تحديد قواعد اللعبة العالمية وصناعتها وإدارتها بذكاء استثنائي.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المعروف بقدرته على كسر تقاليد أسلافه وتغيير قواعد اللعبة في السياسة، اختار المملكة العربية السعودية كأول وجهة خارجية له خلال ولايته الأولى. وهذا القرار لم يكن محض صدفة أو عشوائية. ترامب، رجل الأعمال الذي يفهم لغة المصالح والأرقام، رأى في السعودية شريكًا لا يمكن تجاوزه، ودولة تدير مصالحها بعقلية حديثة وواقعية مبهرة. ولم تكن زيارته مجرد كسر للتقاليد القديمة، بل اعترافًا واضحًا بأن المملكة أصبحت لاعبًا رئيسيًا في صياغة المشهد الدولي.

وفي أول اتصال بين ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فاجأ الأخير العالم بإعلانه عزم المملكة استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة. هذا الرقم الضخم لم يكن مجرد عرض اقتصادي، بل خطوة استراتيجية مدروسة بعناية. لغة الأرقام التي يتقنها محمد بن سلمان ليست لغة للعرض فقط، بل أداة للتأثير والإقناع، ورسالة تعكس أن المملكة ليست متلقية للمبادرات، بل صانعة لها وشريكًا أساسيًا في تشكيل مستقبل الاقتصاد والسياسة على حد سواء.

وما يميز سياسة ‎#محمد_بن_سلمان هو إدراكه العميق لكيفية تحريك عجلة المصالح الدولية. فالسياسة في عصره لم تعد شعارات أو خطبًا بلا مضمون. إنها قرارات حاسمة واستثمارات استراتيجية تجعل المملكة في صلب الأحداث العالمية. وحينما يعلن عن استثمارات بمليارات الدولارات، فإنه لا يقدم ذلك كهدية أو مجاملة، بل كجزء من رؤية اقتصادية متكاملة تهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة وبناء شراكات متينة تُعزز مكانة السعودية كدولة تُحدد قواعد اللعبة وتُديرها.

ترامب، المعروف بواقعيته السياسية وعدم اكتراثه بالرمزيات التقليدية، وجد في السعودية شريكًا يتحدث بلغة يفهمها: لغة المصالح المتبادلة والأرقام. فحينما يختار كسر تقاليد أسلافه وزيارة المملكة أولًا، وحينما يُبدي لاحقًا رغبته في زيارتها مجددًا في ولايته الثانية، فإن ذلك يعكس تأثير لغة الأرقام التي نجح محمد بن سلمان في توظيفها لصالح المملكة، وجعلها محط أنظار العالم وقبلة للاستثمار والشراكات.

سياسة الأمير بن سلمان ليست مجرد ردود أفعال على الأحداث، بل هي استباق للأحداث نفسها. فهو القائد الذي يدرك أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التكيف مع المتغيرات وخلق الفرص من التحديات. في وقتٍ تظل فيه بعض الدول عالقة في الماضي وشعاراته، تمضي السعودية تحت قيادته بخطى واثقة نحو المستقبل، ترسم ملامحه وتُعيد تشكيل قواعده بما يخدم مصالحها ويُرسخ مكانتها.

هذه الديناميكية الجديدة التي أطلقها محمد بن سلمان هي التي جعلت السعودية ليست فقط لاعبًا دوليًا، بل صانعًا للسياسات والمصالح العالمية. إنها الدولة التي تُحدد موازين القوى الاقتصادية وتُعيد رسم خارطة الشراكات الدولية، بينما يُظهر العالم احترامًا متزايدًا لقدرتها على تحقيق الإنجازات المبهرة بثبات وواقعية.

ما فعله محمد بن سلمان هو إحداث ثورة هادئة في طريقة تعامل المملكة مع العالم. لم يعد الحديث عن السعودية يقتصر على كونها دولة نفطية، بل أصبح الحديث عنها كقوة استثمارية عالمية تُدير مصالحها بذكاء واقتدار. وهذا النهج هو الذي جعل العالم يتوقف ليفهم أن السعودية ليست مجرد دولة تُشارك في اللعبة، بل هي من تُحدد قواعدها وتصنع نتائجها.

ف بن سلمان هو القائد الذي يُعيد تعريف دور القيادة في عالم متغير. والسياسة بالنسبة له ليست شعارات، بل استراتيجيات وخطط تتحدث بلغة الأرقام والإنجازات. إنه القائد الذي جعل المملكة محورًا للعلاقات الدولية ومركزًا لصناعة القرار العالمي، بينما يظل الآخرون يراقبون ولا يملكون سوى الانبهار بالصورة الجديدة التي رسمها للمملكة.

موضوعات متعلقة