سحر الخولاني نموذجًا للصمود
تعيش اليمن واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخها، حيث تتعرض القيم والمبادئ الإنسانية لانتهاكات ممنهجة، خاصة فيما يتعلق بكرامة المرأة ومكانتها. وفي هذا السياق، تأتي حملة *"انقذوا سحر الخولاني"* كنداء عاجل لإنقاذ الناشطة الإعلامية **سحر الخولاني**، التي اختطفتها مليشيا الحوثي وتعرضت لتعذيب شديد أدى إلى نقلها للعناية المركزة.
سحر الخولاني، بصوتها الحر وشجاعتها التي لم تعرف الخوف، مثلت المرأة اليمنية الأصيلة التي رفضت القهر والظلم. كانت تنتقد ممارسات المليشيا بشجاعة، وتدافع عن حقوق اليمنيين، وهو ما جعلها هدفاً لقمعهم الوحشي. قبل اختطافها، وجهت سحر نداءً مؤلماً لقبائلها ألا يخذلوها، لكن حتى الآن، يبدو أن صرخاتها لم تجد الاستجابة التي تستحقها.
حملة *"انقذوا سحر الخولاني"* تهدف إلى تسليط الضوء على جرائم مليشيا الحوثي بحق النساء والمختطفين، والضغط على الجهات الدولية والمحلية للإفراج عنها وعن كل المختطفين في سجون المليشيا. كما تسعى الحملة إلى إحياء روح النخوة والغيرة في المجتمع اليمني، داعيةً القبائل للتحرك لحماية شرفهم وكرامتهم التي ترتبط بحماية النساء.
ما تتعرض له سحر ليس مجرد انتهاك لحقوق فرد، بل هو اعتداء على كرامة كل يمني حر. صمت المجتمع عن هذه الجرائم هو مشاركة ضمنية فيها، والسكوت اليوم يعني فتح الباب لانتهاكات أكبر غداً.
إن الوقوف مع سحر الخولاني اليوم هو وقوف مع الحق والعدالة، ومع كل امرأة يمنية تطالب بحريتها وكرامتها. إنها فرصة لنثبت أن القيم لا تزال حية في قلوبنا، وأن صوت الحق لن يُخنق مهما حاول الظالمون.