صراع خفي ينفجر في العلن.. اغتيال قيادي حوثي يكشف عن انقسامات عميقة
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تصعيداً ملحوظاً في الصراعات الداخلية، وذلك بعد تعرض القيادي الحوثي البارز "أبو محمد الشريف" لمحاولة اغتيال فاشلة مساء الثلاثاء.
وأفادت مصادر محلية موثوقة أن الشريف، وهو مشرف منطقة عصر غرب صنعاء، أصيب بجروح خطيرة إثر استهدافه من قبل مسلحين مجهولين، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات الخاصة في صنعاء ودخل العناية المركزة.
وأشارت المصادر إلى أن المهاجمين ينتمون إلى محافظة صعدة، معقل الميليشيا الحوثية، وأن الحادثة ناجمة عن خلافات حادة نشبت بين الشريف وقيادات حوثية أخرى من نفس المحافظة، وذلك على خلفية الصراع على النفوذ والموارد المالية في منطقة عصر.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الخلافات الداخلية بين قيادات الحوثي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ووصلت إلى حد التصفية الجسدية، مما يشير إلى عمق الانقسامات داخل الميليشيا.
وتأتي هذه الحادثة بعد يومين فقط من استهداف القيادي الحسني، مدير أحد السجون في منطقة الروضة شمال صنعاء، مما يؤكد استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في العاصمة اليمنية، وتزايد حدة الصراع الداخلي بين أجنحة الميليشيا الحوثية.
يشير تكرار عمليات الاغتيال والاستهدافات بين قيادات الحوثي إلى عدة حقائق مهمة:
- تعمق الانقسامات: تشير هذه الحوادث إلى تعمق الانقسامات والصراعات داخل الميليشيا الحوثية، والتي تتجاوز الخلافات الشخصية لتشمل صراعات على النفوذ والموارد.
- ضعف السيطرة: يعكس هذا الوضع ضعف سيطرة القيادة الحوثية المركزية على أجنحتها المختلفة، مما يزيد من حالة الفوضى وعدم الاستقرار.
- تهديد للاستقرار: تهدد هذه الصراعات الداخلية بزيادة حالة عدم الاستقرار في اليمن، وتأجيج الصراع الدائر في البلاد.
- فرصة للخصوم: قد تستغل الأطراف المتناحرة في اليمن هذه الصراعات الداخلية لتعزيز مواقفها وتقويض نفوذ الحوثيين.
وتعتبر هذه الحوادث مؤشراً خطيراً على الوضع الداخلي في اليمن، وتؤكد أن الصراع في البلاد يتجاوز الصراع المسلح إلى صراعات داخلية معقدة، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية.