مجزرة وحشية تهز أمريكا ومقتل 918 أمريكي بينهم 270 طفل
مجزرة مروعة أودت بحياة 918 أمريكي بينهم 270 طفلا بطريقة وحشية وشيطانية مرعبة، وقد تولى القيام بتلك الجريمة وخطط لها قس أمريكي يدعى جيم جونز، أسس جماعة دينية أطلق عليها " معبد الشعوب، حيث أقام حفل جماعي انتهى بتلك الكارثة المخيفة في أدغال غيانا بأمريكا الجنوبية.
هذا هو ما يحدث حين يظل الإنسان طريقه ولا يعرف الصواب من الخطأ فيصبح ألعوبة بيد الشياطين ويترك معتوها يقوده إلى الهلاك والموت بطريقة وحشية ، فهذا القس المتوحش أقام حفلة ضخمة قبل أن يقوم بعمله الشيطاني، وأمر جونز أتباعه بملء خزان كبير بعصير العنب وخلطه بسم سيانيد البوتاسيوم.
سقي الأطفال الصغار بالعصير المسموم أولا، ثم الأطفال الأكبر سنا، وبعد ذلك شرب الكبار من الرجال والنساء الشراب المسموم ولحقوا بأبنائهم. وقد لقي جميع أعضاء طائفة "معبد الشعوب" مصرعهم بالسم ما عدا الزعيم جيم جونز وشخص آخر يدعى آن مور، اللذين لقيا مصرعهما بطلق ناري في الرأس.
وقبل ارتكاب المجزرة، قام أعضاء من الطائفة المجنونة بقتل عضو الكونجرس الأمريكي "ليو رايان" والذي قرر التحقيق في هذه الطائفة ووصل إلى مدينة جونستاون صحبة عدد من الصحفيين في 17 نوفمبر 1978، وسرعان ما توترت الأوضاع بين عضو الكونغرس وأتباع جونز حين قام ليو رايان في اليوم التالي بالانتقال إلى المطار صحبة 16 من أعضاء الطائفة الذين رغبوا في العودة إلى بلادهم بذرائع مختلفة، لكنهم لم يتمكنوا من مغادرة المطار ، حيث تم إطلاق النار في المكان وجرى قتل عضو الكونغرس من قبل حراس تابعين لجونز.
المنظمة الدينية "معبد الشعوب" تأسست في ولاية إنديانا الأمريكية في عام 1955 على يد واعظ يبلغ من العمر 24 عاما فقط، ويدعى جيم جونز، وكان غالبية أعضائها من الأمريكيين من أصول أفريقية من مختلف الشرائح الاجتماعية ( مدمنون سابقون على الكحول والمخدرات ومشردون بلا مأوى، وأولئك الذين يعانون من مشاكل أسرية أو أصيبوا بخيبة أمل في المجتمع) وأستطاع أيضا اقناع أتباعه بالتخلي عن جميع أملاكهم ومدخراتهم والتنازل عنها له.
انتقل بأعضاء الطائفة في البداية من إنديانا إلى وادي ريددود في كاليفورنيا. بحجة اتقاء حرب نووية مدمرة ستقضي على الجميع باستثناء قلة مختارة من بينهم أتباعه، وأقنع جونز أتباعه بطريقة ماكرة وأخبرهم أنه رأى في منامه أن مدنا كاملة ستتعرض للتدمير بفعل هجمات نووية، وأنه الوحيد القادر على العبور بهم إلى بر الأمان، وفي العام 1977 انتقل القس المجنون مع أكثر من 900 من أتباعه إلى ادغال غيانا الواقعة في أمريكا الجنوبية، حيث وقعت المأساة والانتحار الجماعي .
الأمر الصادم في هذه الجريمة هو أن محامي أمريكي شهير كشف إن المخابرات المركزية الأمريكية تقف خلف هذا العمل الوحشي دون أي اعتبار أن ضحايا المجزرة هم مواطنين أمريكيين ، فالرواية الرسمية الأمريكية عن المأساة تؤكد بأنها عملية انتحار كبرى نفذت بأمر من القس جيم جونز، إلا أن المحامي "مارك فين" ، وهو أحد معارف القس جونز، كشف في كتاب بعنوان "أقوى السموم" ان الاستخبارات المركزية الأمريكية كان لها يد في مذبحة جونستاون في غيانا، وأوضح أن "خمسين شابا أمريكيا قويا"، كانوا وصلوا إلى المدينة على هيئة "سياح" وهم من قاموا بإطلاق النار على عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ومرافقيه من الصحفيين، وأن عملية الانتحار الجماعي كانت "مؤامرة" للحكومة الأمريكية.
هذه الرواية رأت في منع أي شخص من الدخول إلى مكان المأساة لمدة يومين، تأكيدا لنظرية المؤامرة الامريكية، علاوة على الزعم بأن عقارا مجهولا حقن في أماكن لا يستطيع الشخص أن يصل إليها بنفسه، تسبب في مقتل العديد من الأشخاص في تلك المذبحة!
وادعت هذه الرواية أن السلطات الأمريكية ارتكبت هذه المذبحة لمنع جونز وأتباعه من اللجوء إلى الاتحاد السوفيتي وإعادة توطينهم هناك وزعموا أن جونز وعدد من أتباعه كانوا على اتصال بالقنصل السوفيتي في غيانا وأنهم كانوا ينوون الهجرة إلى هناك، وأن الحكومة الأمريكية بتلك المذبحة تجنبت "عار" لجوء عدد كبير من مواطنيها إلى عدوها اللدود الاتحاد السوفيتي.