ماذا يعني قصف الحوثيين مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر؟.. كرة الثلج تتدحرج وقرار ”حاسم” مرتقب لاجتثاث الجماعة!
قال محللون سياسيون إن الهجوم الحوثي المزدوج الذي استهدف مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، يمثل عملية منسقة ومحسوبة بدقة، ويعكس رسالة إيرانية قوية إلى صانع القرار الأمريكي، في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
واعتبر المحللون أن العملية التي استهدفت المدمرتين "يو إس إس ستوكدايل" و"يو إس إس سبروانس"، بمثابة تحذير للولايات المتحدة من تداعيات التصعيد المحتمل ضد إيران، سواء كان ذلك عبر تدخل مباشر من إدارة الرئيس دونالد ترامب، أو عبر التصعيد الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، أو حتى عبر فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.
ووفقاً للمحللين، فإن الصراع في اليمن يشهد تطورات متسارعة قد تفضي إلى "أمتار أخيرة" من النزاع، حيث تشير المعطيات الحالية إلى تصاعد الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الصراع. وفي هذا السياق، تطرح القوى الدولية في المنطقة مقاربات أكثر تشددًا وحسمًا في التعامل مع الحوثيين، الذين يُعتبرون الذراع الإيرانية في اليمن.
ويؤكد المحللون أن حسابات الرئيس الأمريكي ترامب تشير إلى أن مواجهة الخطر الإيراني في اليمن عبر دعم الحوثيين قد تكون باهظة التكلفة، مما قد يدفعه إلى اتخاذ قرار حاسم بإضعاف هذه القوة الموالية لطهران.
وفي إطار هذه التقديرات، يُتوقع أن يتخذ ترامب قرارًا باتجاه "اجتثاث" الحوثيين من اليمن، وهو ما قد يتطلب تنسيقًا دوليًا، وخاصة مع دول الخليج وأوروبا، لزيادة الضغط على إيران. كما سيشمل ذلك الضغط على موسكو وبكين، اللتين تعتبران أقل تأثراً بالأزمة في البحر الأحمر، من أجل تقليص دعمهما السياسي والعسكري للحوثيين.
ويضيف المحللون أن إدارة ترامب قد تسعى لتحشيد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل في الملف اليمني، إلى جانب مشاركة إسرائيل، وبمساعدة مالية خليجية، بهدف تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، وعلى رأسها في اليمن، التي تعد من أهم مناطق الصراع الجيوسياسي بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية.
وفيما يتعلق بالمواجهة العسكرية القادمة، يشير محللون، تابعهم المشهد اليمني، إلى أن الحسم لن يتحقق إلا إذا تم نقل المعركة إلى الأرض، حيث يجب أن يتم تمكين القوات المسلحة اليمنية من استثمار ضعف الحوثيين بعد الضربات الجوية الأخيرة، وتحويل ذلك إلى انتصار ميداني انطلاقًا من مناطق سيطرة الحوثيين في الحديدة، وصولاً إلى المناطق الأخرى التي تحتفظ بها الجماعة.
وكان الناطق العسكري للحوثيين، يحيى سريع، قد أعلن في بيان مساء الثلاثاء، أن الجماعة استهدفت المدمرتين الأمريكيتين في البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، مشيرًا إلى أن العملية استمرت لثماني ساعات وحققت أهدافها.
في المقابل، قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صادر مساء الأربعاء، إن المدمرات الأمريكية "يو إس إس ستوكدايل" و"يو إس إس سبروانس" تمكنت من التصدي للهجوم الذي شنّه الحوثيون أثناء عبور السفن الأمريكية لمضيق باب المندب. وأوضح البيان أن الهجوم الحوثي شمل ثماني طائرات مسيرة أحادية الاتجاه، بالإضافة إلى خمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز، دون أن تُسجل أي إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأمريكية أو معداتها.
ويرى المحللون أن هذا الهجوم قد يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة ويضع اليمن مرة أخرى على رأس أجندة السياسة الأمريكية، ما قد يعجل باتخاذ قرارات سياسية وعسكرية حاسمة في مواجهة النفوذ الإيراني.