ترامب يوجه ضربة قاضية لأقوى دولة حليفة لأمريكا في الشرق الأوسط
شعور بالخوف والهلع، وحالة كبيرة من التوتر والقلق تنتاب كافة القيادات السياسية والعسكرية في الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقب القرار التاريخي للرئيس الأمريكي الفائز في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب واعلانه رسميا ان إدارته لن تضم أي شخصية يكون ولائها لإسرائيل أكثر من الولاء لأمريكا.
وكشف ترامب يوم السبت الماضي، أنه لن يطلب من حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية نيكي هيلي أو وزير الخارجية السابق مايك بومبيو الانضمام إلى إدارته بعد تسلمه مقاليد الحكم في أمريكا في شهر يناير القادم ،وقال : "لقد استمتعت كثيرا بالعمل معهما وأقدرهما في السابق، وأود أن أشكرهما على خدمتهما لبلدنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!".
الإعلام العبري اعتبر ان قيام ترامب بتنحية أسماء كانت مرشحة للعودة معه إلى البيت الأبيض يعد أمر كارثي بالنسبة لإسرائيل، خاصة وأن نيكي هيلي أو وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، يعدان من الصقور القوية التي تجاهر بتبعيتها وتأييدها المطلق وولائها الكامل لإسرائيل أكثر من ولائها لأمريكا.
ولقد أثبت بومبيو خلال توليه منصب وزارة الخارجية في عهد ولاية ترامب السابقة الولاء المطلق لإسرائيل وأحد أقوى المؤيدين لها، فهو من روج لاتفاقيات أبراهام، ودعم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادة إسرائيل على الجولان السوري ودفع نحو اتخاذ موقف حازم ضد إيران وعزز علاقات وثيقة مع الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة ويعتبر صديقا حقيقيا لإسرائيل في واشنطن".
هذا القرار هو الأول من نوعه في تاريخ أمريكا، إذ لم يسبق لرئيس أمريكي سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أن جاهر بعدائه لإسرائيل، وحتى أعضاء الكونجرس الأمريكي لا يجرؤون على توجيه انتقاد واضح لإسرائيل مهما كان الخطأ أو الجرم الذي ارتكبته، فهم يدركون مدى سطوة وقوة اللوبي الإسرائيلي الاقتصادية داخل أمريكا الذين يقومون بتمويل كل من يوالي إسرائيل ويستطيعون بسهولة إسقاط أو إنجاح أي مرشح في الانتخابات عن طريق الدعم بالمال والأصوات.
وجرت العادة في السابق أن يختار الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نصف إداراته من المؤيدين لإسرائيل ويضعهم في مناصب حساسة ويكون لهم التأثير الأكبر في اتخاذ القرار داخل البيت البيض، كما إن أي رئيس أمريكي يفوز تكون وجهته الأولى هي التوجه إلى إسرائيل للتأكيد على التأييد المطلق لها، فما الذي حدث وجعل ترامب يتخذ مثل هذا القرار الجريء؟
السبب في قرار ترامب ضد إسرائيل سببه هو إن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا فقد سطوته وسلاحه الفتاك الذي كان يرعب كل القادة الأمريكيين، فالدعم المالي من قبل الأثرياء اليهود في أمريكا وصوت الناخب اليهودي يلعبان الدور الحاسم في الفوز أو الخسارة، لكن الأمر تغير جذريا، فرغم ان الغالبية الساحقة من يهود أمريكا منحو أصواتهم للمرشحة الديمقراطية "كامالا هاريس" إلى ان ذلك لم يؤثر كثيرا وحقق ترامب فوزا ساحقا.
إن أكثر شيء تخشاه إسرائيل هو أن يؤثر قرار ترامب على السياسيين والإعلاميين وأعضاء الكونجرس الأمريكي بإزالة مخاوفهم من سطوة اللوبي الإسرائيلي فيجاهرون بالعداء لها، وتنتشر الكراهية والعداء لإسرائيل وللشعب اليهودي ، ليس فقط داخل أمريكا، بل سينتشر الأمر كالحريق في أوروبا والعالم بأسره، فقادة أوروبا والعالم يجاملون وينافقون إسرائيل خشية من العقوبة الأمريكية، ومن دون حماية أمريكية لإسرائيل ستتحول إلى دولة منبوذة عالميا وسيجاهر الجميع بالعداء السافر لها دون أي خوف أوخشية من عقاب.