ملحمة الدم والوفاء: سيوفٌ تحرس الأرض وقلوبٌ تنبض بالعروبة
في بوح الصحراء وسكون الجبال، هناك قصص تنساب كالنهر؛ حكايات من دماء عزيزة تُراق على الأرض اليمنية، حيث تتآلف قطرات التضحية لتعيد تشكيل جغرافيا الفخر والعزة. هناك، في موقع عسكري بعيد، وُلدت ملحمة جديدة، بطلاها ضابطان سعوديان نذرا حياتهما لهذه الأرض، ليعلو صوت الرصاص ويهدر صداه في الأفق كنداءٍ لإيقاظ روح الكرامة. لقد أريقت دماؤهما ليس كرمز للوفاء فحسب، بل كبوابة أمل، وشمعة تضيء الطريق نحو السلام، مستمدة جذورها من تربة تعودت على معانقة الأبطال.
ليست تلك مجرد دماءٍ؛ إنها تذكرة قوية للعلاقة الوثيقة التي تربط السعودية واليمن، علاقة تغذيها تضحية وتضحيات. ضريبة الحياة التي يدفعها السعوديون من أجل أن ينعم كل يمني بسلام عادل وعيش كريم، من أجل أن يعلو صوت الحق في أرجاء تلك البلاد المتعطشة للحرية. فما قدّمته المملكة ليس دعمًا ماديًا أو معنويًا فحسب، بل بناء لجسورٍ تربط قلوب الشعبين، بأيدي الخير الممتدة التي تنزع الألغام، وتعيد زرع بذور الأمان، كأنها يد خفية تحمي وتساند بلا ملل.
يتألم القلب حين نرى هؤلاء الشهداء يغادرون، لأننا نعلم تمامًا أن السعوديين ليسوا مجرد عابري سبيل؛ إنهم حلفاء ومحبون، أتوا بأجسادهم وأرواحهم ليكونوا سندًا صادقًا لشعب لم يتخلَّ عن أمله. فيأتي الفاسد، الذي زرعته ميليشيا #الخوثي في هذا النسيج النبيل، بيد خادعة وقلب مملوء بالحقد، ليقتلع حياة شابين كريمين، يقفان على الخطوط الأمامية، يزرعان الأمان، ويحرسان المستقبل في وجه العنصرية الإيرانية.
أيها الشهداء، دماؤكم أزهارٌ نبتت في أرض لا تعرف إلا الشموخ، وكل قطرة تُراق من أجل الحرية هي بمثابة نداء إلى قلوبنا، نحن الأحياء، لنستيقظ ونمضي في درب التضحية الذي بدأتموه. نحن مدينون لكم بنصبٍ تذكاري، يعانق تراب #اليمن ويكتب تاريخًا جديدًا من العزة، شاهداً على الحضور السعودي النبيل، وعلى اليد التي امتدت لأجل العرب، لأجل وطن يظل مهد العروبة، وموطن الحضارة، حيث يتنفس الشعب شذى الحرية.
السعوديون يرفعون راية التوحيد لا كرمز ديني فقط، بل كإرث خالد، يربط قلوبنا بتلك الأيام التي وقف فيها النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة، يحملون رسالة للإنسانية وللعروبة، ومعهم كتاب عربيّ مبين. في أياديهم اليمنى سيوف الحق، وبشغاف قلوبهم ينبض العزّ، ليخطّوا ملحمة تضحية لا تُمحى.
لا تتركوا الخيانة تنخر صفوفنا، لا تسمحوا للعابثين بأن يشوهوا هذا الترابط المقدس بين #السعودية واليمن. علينا أن نحاكم المجرمين، نطارد الخائنين، ونحفظ دماء الشهداء التي غدت مشاعل تضيء دروبنا نحو الوحدة والكرامة.
في الختام، لن نكتب مجرد كلمات بل سندوّن تاريخًا عميق الجذور، يجعل من تضحياتهم مشاعل لا تنطفئ، ومن دمائهم نورًا يُضيء الطريق لليمن والأمة بأكملها، ليظل في الأفق صدى كلمتنا الواحدة: لن نموت جبناء وفي قلوبنا نَبْضُ عزّة وحرية، وطالما ظل لنا حُلم ينهض فوق كل غدر وخيانة.
نحن لا نرثي أرواحاً غابت، بل نخلّد بطولات، ونعاهد دماءً أزهرت في أرض اليمن لتكون نوراً يهدي القلوب، وصوتاً ينادي في سماء الكرامة. ليتقبلهما الله في أعلى مراتب الشهداء، وليُلهم ذويهم الصبر والسلوان، ولتبقَ ذكراهما خالدة في وجدان الأمة، نبراساً لأجيال تسير على خطى العزة والفداء.