في 26 سبتمبر ” لن يحكمنا الدخيل ”
محمد حاجب القاضي
"لن يحكمنا الدخيل"
شعار أطلقه أجدادنا قبل ألف ومائة عام حينما دخل الرسي إلي صنعاء لبناء خلافة علوية ومواجهة الخلافة العباسية، ليخرجه أهل صنعاء منها ذليلا كسيرا، فحطموا أحلامه وكسروا أوهامه، وداسوا على أزلامه، فهزموه شر هزيمه، وأسروا ابنه مع جنده واعوانه.
"لن يحكمنا الدخيل"
شعار لايزال يصدح به اليمنيين منذ الاف السنين، إنه شموخ اليمني وإباءه في عدم الخنوع لأي متورد يريد أن يحكمه بالنطفه المقدسه أوالاصطفاء الإلهي المكذوب.
"لن يحكمنا الدخيل"
فالدخيل هو الرسي الذي قدم من الرس بالحجاز واستقدم الجند من طبرستان ليقاتل بهم أبناء القبائل اليمنية، ويستبيح ممتلكاتهم، استقدم الرسي هؤلاء الطبريين لعدم ثقته باليمنيين الذي اظهروا الولاء له فكانوا-أي الطبريين- جيشه، وحرسه الخاص الذين لا يأمن الا إلي جانبهم وبينهم.
"لن يحكمنا الدخيل"
استوطن الطبريين بعدها اليمن وتناسلوا إلي أن جاء عبدالملك الحوثي أحد أحفاد الطبريين ليدعي الإمامه، وأنه الأحق بالحكم والعمامه، فواجهه اليمنيين، كما واجه أجدادهم أولئك المتوردين من الرسي وحتى بيت حميد الدين.
"لن يحكمنا الدخيل"
شعار لن تمحوه من ذاكرة اليمنيين الأيام، وسيظل يصدح به الأبناء والاحفاد على مر السنين والأعوام. بهذا الشعار الذي يتردد في أذهان اليمنيين لن تعود للدخيل في اليمن الإمامه، وكلما ذهبت من أبناء اليمن هامه جاءت بعدها ألف هامه وهامه، لتطهر البلاد من براثن القمامة.
"لن يحكمنا الدخيل"
فما ثورة 26 سبتمبر إلا إمتداد لهذا الشعار، وبهذا اليوم الذي أكرمنا الله به كانت نهاية الإمامة في اليمن، فإن تمسكنا به لن نستعبد بعده أبدا، ولن نظل للأئمة رعايا، بل مواطنون يمنيون نسود ولايسودنا دعي بأفضلية العرق أو النسب، نقود ولا نقاد، فنحن السادة، ونحن القادة ونحن من صنع التاريخ في الماضي والحاضر.
"لن يحكمنا الدخيل"
فلقد أكرمنا الله بيوم أستعدنا فيه حريتنا من دخلاء صادروها لقرون من الزمن، أستعدنا فيه مجدنا، وعزتنا من أدعياء النسب والأصطفاء الألهي وتحررنا فيه من الإمامه الظلامية، من حكم الفرد من الكهنوت، والاستبداد إنه يوم 26 سبتمبر فعظوا عليه بالنواجذ.