المشهد اليمني
الخميس 10 أكتوبر 2024 07:40 صـ 7 ربيع آخر 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
احباط محاولة تهريب كميات كبيرة من الذهب والأحجار الكريمة في حضرموت عصابة مسلحة تستدرج سائق دراجة نارية في البيضاء وتقتله وتنهب دراجته (تفاصيل) ”إيران” تفاجأ ”واشنطن ” وتطلق اقوى تهديد مباشر للولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة ! ”وفاة مفاجئة تحزن عالم كرة القدم.. العثور على لاعب دولي غارقًا في مسبح منزله” رحلة إلى عالم الطهارة: لماذا يجب غسل الجنابة فورًا؟ الرئيس العليمي يوجه بمعالجة مظالم الإعلامية أمل بلجون ومنحها حقوقها الوظيفية وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران ستواجه عواقب وخيمة وستفاجأ بحجم الرد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يعيش حالة رعب غير مسبوقة ويقوم بتغييرات أمنية جذرية قائد عسكري أمريكي سابق يكشف تورط سلطنة عمان في نقل أسلحة إيرانية للحوثيين قيادي حوثي يحذر جماعته: تحالفكم مع إسرائيل لن ينفعكم في الداخل شاب يمني ينضم إلى قائمة القتلى في أوكرانيا توكل كرمان تحت المجهر: مطالبات دولية بسحب جائزة نوبل للسلام منها

وفاة الإمام أحمد في تعز ودفنه في صنعاء

44.222.134.250

يوم امس الاربعاء 19 سبتمبر من العام 1962م وهذه الليلة بالطبع هي ليلة الخميس 20 سبتمبر ، في تلك الليلة حدث ما كان بداية تحول في تاريخ اليمن الحديث شماله وجنوبة . كانت مدينة تعز في تلك الليلة وذاك التاريخ قد اسندت وسلمت نفسها الى جبل صبر الحاضن لها على الدوام ، ثم استسلمت لنوم عميق كماهي العادة كل ليلة . لاشي جديد يثير الاهتمام سوى بعض التسريبات عن مرض الامام احمد وهي اخبار متداولة منذ مدة .. غير ان الامر كان مختلف هذه الليلة فقد كانت هناك حالة طوارئ في قصر (المقام ) بالعرضي والذي يقيم فيه الامام احمد الذي كان حينها يضارب سكرات الموت . كان الاطباء يعملون جاهدين لمنحه المزيد من الوقت في هذه الحياة الفانية . بذلوا كل ما في وسعهم من اجل ذلك . دعا له من كان حوله بطولة العمر وتمتموا فوق راسه . ولكن كما قال الشاعر

واذا المنية انشبت اظفارها ..

الفيت كل تميمة لاتنفعُ

.. فقد كانت ارادة الله هي الغالبة . فمع اقتراب عقارب الساعة من الثانية عشرا منتصف ليلة الخميس 20 سبتمبر 1962م اخرج امام اليمن وملكها اخر زفرة له في الحياة .. مات الامام الملك . مات الاديب والشاعر ، مات الكريم والسفاح . مات احمد الباهوت ، مات احمد يا جناه المغامر منذ طفولته ، والذي حصد بسيفه اثناء حكمه العشرات والعشرات من امراء وضباط ومثقفي ومشايخ اليمن واعيانها ومن كل الطبقات واولهم اخوانه . مات الذي قال لناصحيه من بعض اسرته ( خلوني اعمر البوري حقي وبعد موتي اعملوا ما اشتيتو) . مات الذي وصفه القاضي اسماعيل الاكوع في سفره العظيم .. ( هجر العلم ومعاقله في اليمن ) بانه ( الكريم الشجاع المقدام . سريع الانفعال ، كثير الغضب ، الفتاك السفاك حتى لدماء اقرب الناس اليه ) ... مات الذي افلت من الموت في 1948م وفي حركة 1955م في تعز . وافلت من الموت في مستشفى الحديدة عام 1961م . لكن الموت ادركه هذه المرة على فراشه وفي قصره وبين حرسه في مدينة تعز .. مات الذي حكم اليمن (١٤) سنة ولم يغادرها الى الخارج الا في مرتين اثنتين فقط . الاولى الى مدينة جدة في السعودية لتوقيع ما عرف بميثاق جدة مع الملك سعود بن عبد العزيز والزعيم جمال عبد الناصر عام 1956م.. والمرة الثانية الى العاصمة الايطالية روما بقصد العلاج وكان ذلك عام 1959م . مات احمد ابن الامام يحيى ، الامام يحيى الذي حكم اليمن جزئيا وكليا ( الشطر الشمالي ) ما يقرب من اربعين سنة ومع ذلك لم يشاهد البحر في حياته .. تم نقل جثمان الامام احمد بطائرة خاصة الى العاصمة صنعاء ووري جثمانه الثرى بعد صلاة الظهر مثل هذا اليوم الخميس الموافق 20 سبتمبر 1962م