المشهد اليمني
الإثنين 14 أكتوبر 2024 02:40 صـ 10 ربيع آخر 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
فنلندا تسقط أمام إنجلترا 1-3 رغم الأداء الجيد في الشوط الثاني 10 كلمات سحرية بعد صلاة المغرب تغير حياتك الحوثيون ينفقون ربع مليار ريال على صور نصرالله وسط أزمة معيشية خانقة في اليمن شبوة تشهد دفعة تنموية جديدة بـ 10 مشاريع بقيمة 5 ملايين دولار ”فضيحة مدوية تهز مليشيا الحوثي: قيادي بارز يتاجر بمعلومات سرية مقابل ملايين الدولارات” عدن تشهد إطلاق سراح الصحفي اليزيدي بعد اعتقال دام ستة أيام فرنسا تعزز الوجود الأوروبي في البحر الأحمر بطائرة دورية متطورة استمرار مماطلة النيابة الحوثية في قضية ”برودجي سيستمز” وعدنان الحرازي يواجه حكما بالإعدام الحوثي يدعي معالجة الأزمة الاقتصادية.. وناشطون يسخرون ويطالبون بصرف الرواتب سرقة كيلو بطاط تتحول إلى مأساة.. اعتداء وحشي يهز عدن والامن يتحرك شاهد..تعز تحتفل بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة بحفل فني وخطابي وإطلاق ألعاب نارية مبهرة الحوثيون يكثفون أعمال حفر الأنفاق والتحصينات في صنعاء وصعدة استعدادًا لحروب طويلة الأمد

”دور تهامة المحوري في ثورة 26 سبتمبر: من الإقصاء إلى صنع التاريخ”

44.200.94.150

منذ الأزل، كانت تهامة تلك السهول الساحلية الشاسعة التي تمتد على طول البحر الأحمر في اليمن موطنًا للحضارات العريقة والتاريخ المتجذر في قلب اليمن. وعلى الرغم من الإقصاء والظلم الذي عانت منه على مدى عقود، فقد لعبت تهامة دوراً محورياً في تغيير مجرى التاريخ اليمني، ولا سيما في ثورة 26 سبتمبر 1962 التي وضعت حدًا للنظام الإمامي وساهمت في إقامة الجمهورية اليمنية. قبل اندلاع ثورة 26 سبتمبر، كانت اليمن تعيش تحت حكم النظام الإمامي الذي اتسم بالاستبداد، حيث سادت الإقطاعية والفساد. وكان الشعب اليمني يعاني من الفقر، والتخلف، والعزلة عن العالم. وكان هذا الوضع أكثر قسوة في تهامة التي كانت تعاني من الإهمال الحكومي المستمر والتمييز ضد أبنائها. ومع اندلاع الثورة في 1962، برزت تهامة كمركز دعم كبير للحركة الجمهورية. كانت المنطقة منطلقًا مهمًا للثوار ولعملياتهم العسكرية ضد النظام الإمامي، حيث ساهمت بتوفير الرجال والسلاح والموقع الاستراتيجي بالقرب من البحر الأحمر. وكان أبناء تهامة من أوائل المشاركين في الثورة، حيث انضموا إلى صفوف الجيش اليمني الجمهوري والحركات الثورية التي سعت إلى الإطاحة بالنظام الإمامي. كما قدمت تهامة الدعم اللوجستي للثوار بفضل موقعها الساحلي، مما سمح بدخول الأسلحة والإمدادات عبر البحر الأحمر. وبفضل التضاريس السهلة لتهامة، استطاع الثوار التحرك بحرية وتنظيم عملياتهم ضد القوات الإمامية. على الرغم من المساهمات الكبيرة لتهامة في الثورة، إلا أن المنطقة استمرت في معاناتها من الإقصاء والظلم بعد تحقيق النصر. لم تحظ تهامة بالاهتمام الكافي من قبل الحكومات المتعاقبة، ولم تكن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بمستوى ما قدمته من تضحيات. هذا الإقصاء المتواصل زاد من معاناة سكان تهامة الذين ظلوا على هامش الخطط التنموية والسياسية للدولة اليمنية. ومع ذلك، لم تستسلم تهامة لواقع الإقصاء والظلم. فقد استمر أبناؤها في السعي للدفاع عن حقوقهم، مطالبين بالتنمية والمساواة والمشاركة في صنع القرار. وظلوا على ارتباط وثيق بالحركة الوطنية والدفاع عن الجمهورية، التي ضحوا في سبيلها بالغالي والنفيس. يظل دور تهامة في ثورة 26 سبتمبر وتأسيس الجمهورية اليمنية شاهدًا على قدرة الشعوب المظلومة على تغيير مسار التاريخ. فرغم كل المعاناة والظلم الذي تعرض له أبناء تهامة، إلا أنهم لم يتوانوا عن الوقوف بجانب الوطن في لحظات التغيير الكبرى. وكانت تلك الثورة بمثابة محطة هامة أسهمت فيها تهامة في إسقاط النظام القديم وإقامة نظام جمهوري جديد. كما أن الأجيال المتعاقبة من أبناء تهامة استمرت في الحفاظ على هذا الإرث الثوري، إذ يعتبرون أنفسهم حراسًا على مبادئ ثورة 26 سبتمبر ومطالبها في الحرية والعدالة والمساواة. ومن هنا يمكن القول إن تهامة، رغم إقصائها، تظل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني اليمني، وركنًا مهمًا في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية. في النهاية، يجب أن نتذكر دائمًا أن تهامة لم تكن مجرد منطقة ساهمت في الثورة اليمنية، بل كانت رمزًا للصمود والعطاء في وجه الظلم والإقصاء. دورها البارز في ثورة 26 سبتمبر وتضحيات أبنائها قد مهد الطريق لتغيير التاريخ في اليمن. ورغم التحديات التي ما زالت تواجهها، فإن أبناء تهامة يستمرون في السعي لبناء يمن جديد يقوم على مبادئ الحرية والعدالة التي نادوا بها منذ اليوم الأول للثورة.