المشهد اليمني
الجمعة 20 سبتمبر 2024 11:20 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انتقاماً من مسقط رأس الثائر علي عبدالمغني.. الحوثيون يواصلون حملات القمع في السدة المشاط يعلن أن جماعته لن تصرف مرتبات الموظفين ويطالب السعودية بصرفها! أبرزها ألا يمس الأرض.. ”الداخلية” تكشف عن 13 محظوراً لاستخدام العلم السعودي أسعار جديدة مفاجئة للجميع.. ستارلينك تخفض أسعار باقات الأنترنت الفضائي لليمن فقط.. وهذه قيمة الاشتراك الشهري شاهد ماذا فعل نجوم ”أهلي جدة” تجاه فهد المولد بعد وصوله أحد مستشفيات السعودية وزير الإعلام اليمني: نكبة 21 سبتمبر أسوأ انتكاسة في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر بتهمة الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر .. الحوثيون يعتقلون العشرات بينهم عقال حارات في مدينة إب اختطاف شاب في صنعاء بعد رفع صورة أحمد علي.. الحوثيون يواصلون القمع كارثة اخلاقية ستحرم اليمنيين من تشغيل خدمة ”ستارلينك” في يوم واحد.. المياحي مختطف وصفحته محذوفة! هل بدأت حملة قمع حوثية جديدة؟ نقابة الصحفيين اليمنيين تدين اختطاف المليشيات بصنعاء للصحفي محمد المياحي وتطالب بسرعة الإفراج عنه حسناء إيطالية تتصدر وسائل الإعلام بعد الكشف عن علاقتها بصفقة ”البيجر” المفخخة لـ ”حزب الله”.. تعرف على قصتها

تهامة: معركة الوعي والمطالبة بالحقوق في ظل الإقصاء التاريخي.

تُعد منطقة تهامة من أقدم المناطق التي شهدت حضارات قديمة في شبه الجزيرة العربية. هذه المنطقة تمتد على طول الساحل الغربي لليمن وتتميز بتنوعها البيئي والثقافي، وتاريخها العريق. إلا أن تهامة، رغم كل ما تمتلكه من مقومات، عانت من الإقصاء عبر التاريخ، مما دفع سكانها إلى خوض معركة طويلة للمطالبة بالحقوق واستعادة مكانتهم المفقودة. تهامة هي موطن للعديد من القبائل والمجتمعات التي تميزت بثقافتها الفريدة وعاداتها المتأصلة. ومع ذلك، فإن الإقصاء التاريخي الذي عانت منه هذه المنطقة لم يكن مجرد حادث عابر، بل كان نتيجة لسياسات مركزية فرضت من قبل الأنظمة الحاكمة المتعاقبة، التي تجاهلت مطالب واحتياجات سكان تهامة. لم يكن الإقصاء فقط على مستوى البنية التحتية أو الخدمات، بل شمل أيضًا الجانب السياسي والاجتماعي. حيث تم استبعاد التهاميين من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية، وتم تجاهل صوتهم في صناعة القرار. هذا التجاهل أدى إلى تراجع مستوى التعليم، الصحة، والبنية التحتية في المنطقة، ما جعلها واحدة من أكثر المناطق فقراً. في السنوات الأخيرة، بدأت حالة من الوعي تنتشر بين سكان تهامة، خصوصًا بين الأجيال الشابة، الذين أدركوا حجم الظلم الذي وقع على منطقتهم عبر التاريخ. هذا الوعي تحوّل إلى حراك شعبي يطالب بالحقوق والمساواة والاعتراف بالمظالم التي تعرضت لها المنطقة. بدأت المبادرات المجتمعية تأخذ شكلاً أكثر تنظيماً، حيث انطلقت حملات لرفع مستوى التعليم وتوعية السكان بحقوقهم المدنية والسياسية. وظهرت أيضًا حركات تطالب بتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية التي حُرمت منها المنطقة لفترات طويلة. المطالبات المتزايدة من سكان تهامة لم تقتصر على الحقوق الأساسية، بل تعدتها إلى المطالبة بالمشاركة السياسية الفاعلة والتمثيل العادل في المؤسسات الحكومية. هذا الحراك قوبل في بعض الأحيان بتجاهل من السلطات، وأحياناً أخرى بردود فعل قمعية، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين سكان تهامة والسلطة المركزية. إلا أن هناك أيضًا محاولات من بعض الجهات لاحتواء هذا الحراك عبر التفاوض والاستماع لمطالب السكان. حيث شهدت الفترة الأخيرة بعض الخطوات الإيجابية نحو تحسين الخدمات في تهامة، لكنها تظل غير كافية بالنسبة للكثيرين، وذلك بسبب انه تم احتواء بعض الاصوات والشخصيات المؤثرة والتي تدين للولاء لبعض القيادات السياسية وتجاهل باقي مكونات المجتمع التهامي. تركزت مطالب سكان تهامة على عدة نقاط رئيسية وهي التنمية المتوازنة من خلال الدعوة إلى تنفيذ مشاريع تنموية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات تهامة في مجالات الزراعة، والصناعة، والبنية التحتية.
بالاضافة الى تحسين الخدمات العامة والمطالبة الحكومة بتحسين الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة، وضمان توفير هذه الخدمات لجميع السكان بدون تمييز. كذلك أيضاً التمثيل السياسي وذلك من خلال السعي للحصول على تمثيل سياسي عادل يعكس ثقل تهامة السكاني وأهميتها الجغرافية. لا تزال معركة تهامة لرفع الوعي والمطالبة بالحقوق تواجه تحديات كبيرة، أبرزها سيطرة مليشيا الحوثي على أجزاء كبيرة من منطقة تهامة بالإضافة الى ضعف الاستجابة الحكومية في المناطق المحررة، والتأثيرات السلبية للحروب والنزاعات المستمرة في اليمن. ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على استمرارية هذه الحركة وقدرتها على كسب دعم أوسع داخل اليمن وخارجه.
إن معركة الوعي والمطالبة بالحقوق في تهامة هي جزء من نضال طويل ومستمر، يعكس رغبة سكان هذه المنطقة في استعادة مكانتهم وتحقيق العدالة. إلا أن المستقبل يظل مجهولاً، حيث أن تحقيق هذه المطالب يعتمد بشكل كبير على التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد ككل.
في النهاية، يمكن القول أن تهامة تمثل نموذجًا حيًا للصراع بين الهامش والمركز، حيث يسعى المهمشون لإعادة كتابة تاريخهم وتغيير واقعهم، في ظل تحديات سياسية واجتماعية معقدة.