المشهد اليمني
السبت 12 أكتوبر 2024 12:06 صـ 8 ربيع آخر 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
شاهد رعب الاسرائيليين لحظة عبور طائرة مسيرة حوثية فوق منازلهم ”فيديو” عاجل: أنباء عن بدء هجوم واسع على منشآت نووية في إيران عاجل.. التلفزيون الإيراني يفجر مفاجأة مزلزلة: أجهزة البيجر لحزب الله سلمتها له إيران ”فيديو” هل رعشة يديك .. عَرَض عابر أم تحذير من مرض ؟ رغم الخسارة من اليابان.. الاتحاد السعودي يجدد الثقة في مانشيني بعد خسارة المنتخب السعودي أمام اليابان ..:سالم الدوسري مجبر على الاعتزال” كيف تم إحباط العملية التي استهدفت تفجير حي السفارات في الرياض؟.. عقيد متقاعد يكشف ما جرى خبير اقتصادي يربط تحسن العملة بالاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة أول تعليق لـ”وزير إعلام” الحوثي على اختراق قناة الجزيرة للجماعة وتسريب معلومات عسكرية حساسة جدا! منع مسؤول عسكري بارز من العودة إلى عدن وسط توتر مستمر بين الأطراف المتنازعة بالإجماع.. قرار جديد للأمم المتحدة بشأن اليمن قائد مليشيا عراقية تابعة لإيران يسب الصحابة ويقول: لن أذهب للقتال في لبنان والطائرات الحربية لإسرائيل موجودة! ”فيديو”

اليمن ليس بلد الأنبياء

44.222.134.250

لم يكن اليمن بلداً منتجاً للأنبياء ، لكنه كان مخزنا لميراثهم الإيمانيّ ومبادئهم الانسانية والأخلاقية . تجلت تلك العملية التاريخية في شخصية الانسان اليمني البسيط الذي شكل على الدوام "الإيمان المتحرك" على الارض يزرعها ، ويعمرها ، ويسكنها ، ويدافع عنها ويحميها ، ويحولها إلى موئل للمضطهدين الهاربين بمعتقدهم من أقطار أخرى من نير البطش والتسلط بإسم الدين .

اليمني البسيط هو مخزن هذا الميراث بإيمانه واخلاقه ومعاملاته وعمله وحبه لبلده . وهو الذي راح ينتقل من جيل إلى جيل ، يقاوم كل الذين ارادوا أن يعيدوا صياغة هذا الميراث لخدمة حكمهم وتسلطهم . نجح هؤلاء المتسلطون أحياناً كثيرة ، تارة بادعاء النسب ، وكانوا أسوأ وأقبح من أساء إلى هذا الميراث ، وتارة أخرى بإعادة تشكيل هذا المخزون بقوالب أيديولوجية دوغمائية تأخذه بعيداً عن مضامينه الروحية والمعتقدية والأخلاقية بصورة تتفق مع الحاجة إلى منهجٍ للسلطة والتسلط -لا للحكم- ؛ ذلك أنه بمجرد أن يوظف هذا النوع من الايديولوجيا في السياسة فإنه يحول الحكم إلى تسلط لا يقبل القسمة على اثنين ، لأن الآخر دائماً "في النار" . ويفقد الحكم معناه حينما يتحول إلى تسلط .

غير أن هذا الأخير أخذ يعيد تشكيل نفسه في واقع اجتماعي وسياسي شديد التعقيد ، ناشئ عن تحولات وتغيرات أخدت تذوّب الايديولوجيا في براجماتية المصالح المرسلة والمكتسبة ، مما يعني أن هذا المخزون الذي يحمله بسطاء اليمنيين أخذ يفرز تفاهمات وطنية كانت مستبعدة حتى وقت قريب ، فيما عدا أولئك النفر ممن جعلوا من النسب وسيلة لنقع هذا الميراث في بحيرات من الدم لادامة التسلط على بلد لا يشبهونها في شيء .