لو يذكر الرمان غارسه !
كما هو الرمان يؤنس وحشة اليمانيين، فالزيتون يكاد يصبح ويمسي رمزًا لفلسطين المحتلة، ومثلما يفعل نتنياهو في فلسطين حربًا لا تتوقف، يمارس عبدالملك طباطبائي الشيء عينه على سفوح بعض اليمن وشعبها، وكلاهما نتنياهو وطباطبائي اليمن ينطلقان من مدرسة عنصرية واحدة، وكلاهما يكرهان الرمان والزيتون.
لماذا؟
في القرآن الكريم، يتحدث الله عن جمال خَلقه، فالرمان والزيتون ورقهما متشابه، ونموهما توأم، إلا أن ينعهما مختلف، هذا التشابه الدقيق جدًا يرمي بظلاله على صنعاء والقدس في المأساة والتغريبة ذاتها، وفي الشجرة أيضًا.
قبل أيام وجّه أحد الهاشميين العنصريين بلاغًا تحذيريًا إلى الفلاحين في منطقة #صعدة بعدم بيع منتجات الرمان إلى مختلف المحافظات اليمنية، ومن رحم صعدة ينمو أجود أنواع الرمان في العالم،
وبحسب مصادر محلية زراعية فإن إنتاج اليمن من فاكهة الرمان تقديرا 50 الف طن هذا العام 2022 من مساحة مزروعة قدرها 2630 هكتاراً حسب إحصائيات 2019. وبلغت إنتاجية محافظة صعدة نحو تقديري نحو 25 الف طن لوحدها فقط من مساحة زراعية بلغت ألفاً و618 هكتاراً حسب إحصائيات 2019،
وتزايدت أرقام إنتاج الرمان والمساحة المزروعة بين الأعوام 2014 - 2018، حيث بلغ في العام 2014 إنتاج الرمان في اليمن 27 ألفاً و765 طناً من مساحة 2918 هكتاراً، وفي العام 2015 بلغ الإنتاج 24 ألفاً و433 طناً من مساحة 2772 هكتاراً، و24 ألفاً و324 طناً من مساحة 2757 هكتاراً في العام 2016، تلاه إنتاج 2017 بـ24 ألفاً و82 طناً من مساحة 2717 هكتاراً، قبل أن يرتفع الإنتاج نسبياً في العام 2018 بواقع 25 ألفاً و631 طناً من مساحة مزروعة 2685 هكتاراً، بحسب كتاب الإحصاء الزراعي 2018.
ووفقاً للإحصاءات الزراعية للعام 2018 - 2019، فإن العائد النقدي لمحصول فاكهة الرمان مربح جداً للمزارعين، ويفوق 8 أضعاف أرباح نبات القات. حيث تشير البيانات إلى أن إنتاجية الهكتار الواحد من محصول الرمان (الغلة) تبلغ 9,546 طن/متري، وتحتل المساحة المحصولية لفاكهة الرمان في اليمن نسبة 2,9% من إجمالي المساحة المحصولية لجميع الفواكه في البلاد للعام 2019،
على هذا النحو، تجول في بالي ذكرى نحو بساتين الرمان في بلدي الريفي "الحدأ"، كبرت مع شتلة سوف تعمر من بعدي، وتحكي لأطفالي قصة صواني الرمان، وقطاف الخير ينداح مثقلًا بالثمار اليانعة، وفي بستان منزلنا، زُرٍعت شجرتي رمان، كان فتيان الحيّ يسابقوننا إلى التسوّر من وراءنا لاشتهاء الرمان المثير.
تذكرت الرمان الذي غرسته بيدي في باطن أرضنا، فرحتي باستقامة الغراس، ونموها، وانتظار أن تكبر، وتُزهِر لتصبح الزهرة ثمرًا، وسألت نفسي: هل يذكرني أيضًا؟ يومئذ كنت أغفو تحت ظله، وحفيف أوراقه يهمس في الهواء حُبًا وغناء، يشدو بصوت محمود درويش :
شجرة "الرمان" لا تبكي ولا تضحك
هي سيدة السفوح المحتشمة