المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 05:02 مـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
اليمن يتسلم رئاسة جامعة الدول العربية ويدعو لوقف ”الإرهاب الإسرائيلي” وحكومة الاحتلال ”الفاشية المتطرفة” وزير الخارجية الدكتور الزنداني تسلم أوراق اعتماد سفير جديد لدى اليمن سعوديون ومقيمون يجيبون على سؤال ”كمْ يبلغ راتبك؟”.. شاهد إجاباتهم نبوءة محافظ البنك المركزي ‘‘المعبقي’’ التي تحققت اليوم بحذافيرها طلب رسمي بإعادة مباراة اليمن والسعودية أسباب الحريق الهائل في ناقلة نفط كانت في طريقها إلى عدن تعميم هام للطلاب اليمنيين الجدد في روسيا: احذفوا هذه المحادثات قبل وصولكم المطار!! كلاب الصين تهدد العالم.. وباء جديد يجتاح الكرة الأرضية وبكين تعلق دولة خليجية تسمح بدخول سيارة من جارتها العربية لأول مرة منذ 33 سنة 26سبتمبر احتفالٌ يرعب الحوثيين اليمن تتسلم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية وتعلن موقفًا بشأن فلسطين ومصر بعد إيقاف لاعبيه وخسارته أمام السعودية.. قرار جديد لاتحاد غرب آسيا بشأن المنتخب اليمني للناشئين

اغتيال هنية.. غموض لا يعرفه سوى اثنان فقط!!

لسنوات طويلة ، أقنعت إسرائيل العالم "المتنفذ" بأن أمنها مرتبط ارتباطاً وجوبياً بشطب فلسطين من الخارطة السياسية ، دون أن يسألها هذا العالم عن مصير خمسة مليون فلسطيني .. ترك الاجابة على السؤال ل"ديمقراطيتها " ، وتقديراتها ، وسلاحها المتفوق ، وغرورها ، وللعهد القديم المحرف عن مواضعه ، ول"مظلوميتها" التي كانت تلوح بها في وجه كل من "يتطاول" على " حقها التاريخي في أرض الميعاد" .

ولسنوات أخرى ، عهدت إيران إلى حرسها الثوري وأتباعه أن تجعل من قضية فلسطين طاقية إخفاء لمشروعها التوسعي الاقليمي الذي اخترقت به الدولة الوطنية في كثير من دول المنطقة العربية ، وجَعْلِها رافعة للأذرع المسلحة الطائفية التي شكلتها للدفاع عن أمنها القومي .

اليوم تتجلى هذه الحقيقة في أنصع صورها ، فالعالم الذي أذهله صمود غزة في وجه وحشية الاحتلال الاسرائيلي ، وأخذ ضميره يصحو ويأخذ موقفاً إيجابياً من قيام دولة فلسطين بعد كل هذه التضحيات ، يتعثر بالضوضاء التي تحدثها إيران وأذرعها بتوظيف قضية فلسطين لصالح ذلك المشروع ، وراح يعيد بناء حساباته من منطلقات تذهب به الى مربعات الاستقطاب التي تتشكل بأدوات تقترب بها من الحرب الباردة بمظهرهاً القديم ودوافعها ومنظومتها الجديدة .

مقتل هنية على ذلك النحو المأساوي ، وبمثل ذلك الغموض الذي لا يعرف سره سوى اثنين( اسرائيل وايران) ، هو عمل يستهدف قضية فلسطين بدرجة رئيسية ، بمعنى ضياعها في "صراع" يحول هذه القضية من قلب المشهد إلى زاوية بعيدة في المشهد ، تماماً مثلما يعمل الحوثيون مع قضية اليمن .

اسرائيل وايران ترسمان خارطة المنطقة بما يتفق مع حاجة أمنهما ، وتوظفان قضية فلسطين ، ومعها التداعيات الناشئة عن التدخل الايراني في البلاد العربية وما تتعرض له من حروب ، ودمار ، وضياع مستقبل بتحويلها إلى ساحات مواجهة بين البلدين . قصف ميناء الحديدة ، وتنطع الحوثي فوق ذلك الجزء المستباح من اليمن نموذجاً .