هل عودة نجل الرئيس السابق للحياة السياسيّة لها تأثير في وضع اليمن؟
ينظر إلى رفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح على أنه ضوء أخضر لعودته إلى الحياة السياسية، فماهي مؤشرات رفع اسمه واسم والده الرئيس الراحل من العقوبات الأممية؟ وهل ستغير عودته من التوازنات على الأرض؟
هذا التحليل يحاول الإقتراب من تأثير الرجل في الحالة اليمنية المراوحة بين السلام و الحرب .
في العموم يأتي رفع اسم نجل الرئيس الراحل من قائمة العقوبات، ضمن محاولة للضغط في اتجاه السلام خاصة وأن السفير أحمد علي عبد الله صالح تجنب الصراع ولم يدعم أي طرف، لا انقلاب الحوثيين مع والده الراحل الذي اغتالته الميلشيات بعد سيطرتها، ولا الحكومة الشرعية والرئيس هادي وقتها، لكن هناك بعض المؤشرات التي ساهمت في إعلان رفع اسم أحمد علي من قائمة العقوبات الأممية وكل مؤشر له أهداف :
أولا : مؤشر متعلق بالحكومة :
وهو الأهم،فقبل تحرك الحكومة لرفع العقوبات أعلن احمد علي اعترافه بها في خطاب وصف بالحزين، والحكومة تحركت لرفع اسمه واسم والده الراحل من قائمة العقوبات، ليس لخاطر العائلة الحاكمة سابقا، لكن لديها هدف إلى جانب الاستجابة للضغط الإماراتي، هو تفكيك الانقلاب الحوثي وفصل ما تبقى من أعضاء المؤتمر والتيار القبلي الموالين للرئيس السابق عن الحوثيين.
ثانيا : مؤشر متعلق بالأمم المتحدة :
في إطار خطة السلام تدفع الامم المتحدة إلى تصفير العقوبات تمهيدا لعملية السلام، ومن خلال إنهاء العقوبات على من اعتبرتهم أحد أطراف الانقلاب ترى أن ذلك يشجع الطرف الآخر الحوثيين على القيام بخطوات باتجاه السلام .
ثالثا: مؤشر متعلق بالإمارات :
منذ أحداث 2011 وما قبلها وما بعدها بنت أبوظبي علاقة خاصة مع نجل الرئيس السابق على اعتبار أنه الرئيس المحتمل لليمن، وكانت نصيحتها له بتجنب الانضمام إلى أي طرف من أطراف الصراع بعد الانقلاب والصمت الطويل من الأمور التي جعلت أحمد علي أهم شخصية سيتم تسويقها عند البحث عن شخصيات مستقلة لقيادة الفترة الانتقالية بعد الحرب، كما فعلت إيران حاليا مع تسويق شخصية الرئيس السابق علي ناصر محمد.
ثالثا: مؤشر متعلق بالسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا
رفع العقوبات عن أحمد علي عبد الله صالح حاليا يزيد الضغط على الحوثيين من جهة للتخوف من الاستمرار في الحرب، كما من جهة أخرى تدفع بقية الأطراف المساندة للشرعية التي تخاف من منافسة الرجل للقبول بخارطة السلام، مثل الانتقالي والإصلاح ومجلس القيادة الرئاسي .
السؤال الأهم هل عودة نجل الرئيس السابق إلى السياسة سيكون له تأثير في التوازنات العسكرية على الأرض؟
للإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى معرفة القوام الاستراتيجي السياسي والعسكري للرجل، وهل هو يريد العودة كسياسي أم عسكري ؟
من خلال قراءة سريعة لشخصية أحمد علي عبد الله صالح نجد أنها أقرب للمدنية منها العسكرية وشخصية مسالمة أكثر من كونها مواجهة وشخصية هادئة لا تحب الأضواء عكس والده الذي يحب الجماهيرية، وهذه الصفات لا تجعله محاربا .
أما القوام الاستراتيجي للرجل ، عسكريا فهو كان هو مؤسس الحرس الجمهوري ( قوات النخبة في اليمن) ، لكن هذه القوة تفككت ومن الصعب استعادتها، ما يعني فقد قوامه الاستراتيجي العسكري،
في حين القوام السياسي يعتمد حاليا على ما ورثه من والده في المؤتمر الشعبي العام، وهذا الحزب منقسم ومفكك فإذا كان له القدرة في استعادة الحزب يمكن استعادة القوام الاستراتيجي السياسي ، وهو أمر بالغ الصعوبة.
عمليا لا يغير عودة نجل الرئيس السابق للحياة السياسية أي توازنات في المعادلة العسكرية الحالية، سواء أسس قوة جديدة أو استعاد المؤتمر، لكن يمكن أن يكون مساهما في ترجيح كفة الشرعية من خلال دعمها في تفكيك الانقلاب الحوثي والتحرك دبلوماسيا كرجل دولة لا طامح للسلطة، وقد يفتح له ذلك الباب من جديد إلى رئاسة اليمن .