المشهد اليمني
الجمعة 13 سبتمبر 2024 08:41 صـ 10 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
تقرير دولي حديث يشكك في ثقة دول الخليج بجدوى الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين خطة أمنية مشددة للحوثيين تحسبا لانتفاضة شعبية محتملة ! الحوثيون يفرضون تعديلات قضائية على مجلس النواب تتيح لهم إعادة الحكم الامامي الحوثيون يصادقون على حكم إعدام مختل عقليا للتغطية على المتهم باغتصاب طفل رداع (تفاصيل) فضيحة تطال وزير المالية الحوثي بعد فساده بأكثر من 140 ألف دولار (وثائق) رابطة الدوري الفرنسي تأمر باريس سان جرمان بسداد 55 مليون يورو لمبابي كيف يرد الله حق المظلوم في الدنيا.. وهل يشعر من مات برد مظلمته؟ إضراب شامل للتجار في صنعاء احتجاجًا على الجرعة السعرية الجديدة الحوثية محافظ شبوة يتابع قضية مواطنة متحجزة في عمان ويؤكد متابعته المستمرة بيان لمصلحة الضرائب الحوثية بشأن حقيقة الزيادة على الملابس المستوردة الأمم المتحدة في مأزق: تصرفات الحوثيين تغلق أبواب الأمل أمام ملايين اليمنيين! ”النائب العام يشيد بجهود القضاة في تطوير الأداء القضائي ويؤكد أهمية الدورات التنشيطية”

الشرعية والحُديبية

هناك إجماع شعبي ورسمي وغير رسمي : أن الشرعية عبارة عن كيان جمهوري وقيم ومبادئ ونظم وقوانين ، ومن أهم وسائلها سلطتها قيادتها ( الرئاسة ، الحكومة،.... الخ) ، والشرعية مُعترف بها دوليا وأمميا ولايجب التفريط بها او استبدالها بما يناقضها او مادونها ، وما يجب الوقوف عنده وانتقاده وإن اضطُر إلى استبداله وعدم الأسف على ذلك: هي تلك الوسائل الضعيفة المهيضة التي تبوأت سنام الشرعية ومفاصلها وتسببت بكل اشكال الكوارث والإخفاقات منذ نكبة 21سبتمبر2014م وحتى نكبة 23يوليو2024م حين التراجع عن قرارات البنك - ولن تكون هذه هي التراجعات والإخفاقات والكوارث الأخيرة - إذا ظل هؤلاء المسؤولون على هذا النوع من الإنحدار والتبعية ورهن القرار والتفريط بالسيادة للخارج ، ومعهم المُبرِرون للفشل تحت ذريعة التفاؤل والمُسفِهون لأراء ونصائح كثيرٍ ممن وقفوا على الأسباب الواضحة للإخفاقات منذ عشر سنوات ووضعوا لها مقترحات الحلول والمعالجات وحذروا من مغبة الإنحدار في كثير من الخطوات والتي اثبتت الأيام خطورتها .

مما يجب إيضاحه أن المُبررين للفشل والمُجملين للإخفاقات يتمترسون بالتفاؤل - والتفاؤل مطلوب وجيد - لكن لاقيمة له دونما اتعاظ واعتبار من مئات الأخطاء المزلزلة منذ عشر سنوات ودونما تصويب لها وعمل على تلافيها.

مما يثير الإستغراب أنه كلما سقط أولٓئك في أداء مهامهم واسقطوا معهم تطلعات الشعب وسحقوا آماله ، قفز البعض للحديث عن الدروس والعبر من صلح الحديبية محاولين عبثا اسقاط نتائجه على واقعنا ، متجاهلين ماتميز به أهم طرفي الصلح في 6هـ وهو المؤيد بالوحي والمتفرد بالحكمة والسياسة والنبوءة وانه كان قائدا جاء من رحم الواقع والمعاناة ، لم تفرِضه بنو حنيفة و لاغطفان رئيسا على المهاجرين والأنصار ولم يتحكم به ولاقراراته فارس والروم ولم يتعلل بصلح الحديبية في حُنين ولامؤتة بل يكفي انه استثمر شروط الصلح المُجحفة من أول وهلة في اسقاط بعض بنوده حين اقرّ ( أبابصير ، وأباجندل) في إغاراتهما على العدو ... وراسل الملوك للتعريف برسالته ومهمته وإظهار قوته وهي في طور التخلق والبناء .. فما الذي استفاد منه حُديبيو 2024م من حُديبيتهم إلا التبرير للإخفاق والتسويق للوهم؟!

مايظهر على صفحات التواصل ومواقعها من نقد ولوم وعتاب وشجب وتجاوز إلى السخط على الإخفاقات الكارثية للسلطة ليس يأساً وإحباطا كما يصوره البعض ولا تنازلا عن الشرعية ككيان واستبدالها ولا تراجعا عن الغاية والقضية ، إنما كل ذلك حالة شعورية متأججة مفعمة بالوطنية يُعبِر أصحابها بمايستطيعون من راي، وصورةٌ من صور إنكار منكرٍ يتكرر ويُجاهر به من قبل القادة والساسة منذ اعوام ، فلا يحق لفئة أن تحجُر على مشاعر معظم الأمة ويتهمها بالإحباط ولايحق لبعض أن يشكك في وطنية آخرين لمخالفته في الرأي مالم يُقم عليه الحجة والدليل.

استعادة الدولة وتحرير الجمهورية ومحاسبة من سلمهما وعبث بهما هدف كل وطني وغاية كل حر شريف آثر التخندق على التفندق والفاقة على الإعاشة واستظل بعلم الجمهورية وتوكأ على ماستطاع من قوة واجتهد في تفعيل أسباب النصر وتيقن ان النصر لن يأتي من المشرق والمغرب وإنما من السماء ، وإننا على يقين أن الأرض حُبلى بالأبطال من ليس في قاموسهم أي معنى لليأس والتبعية والإرتهان، من يتولون رد الإعتبار للجمهورية ويعيدون لليمنيين مجدهم بإيمانهم بقضيتهم ووحدة صفهم واعتمادهم وتقديرهم لذاتهم بعد توكلهم على ربهم.