الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 01:53 مـ 9 جمادى آخر 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

خواطر على هامش الإعلان الجديد

الثلاثاء 23 يوليو 2024 04:13 مـ 17 محرّم 1446 هـ

أولا: من المعروف في عالم السياسة وعوالم الصراعات أنّ الحرب كرٌ وفرٌ، والحرب صولات وجولات، وأن النجاح في محصلته النهائية حصيلة معارك عدة، لا معركة واحدة.

ثانيا: تبقى قرارات محافظ البنك المركزي اليمني الأستاذ القدير أحمد بن أحمد غالب قرارات تاريخية، وهي محل تقدير الشعب اليمني قيادة وقواعد، وقد مثلت "ليّ ذراع" للحوثي، وأوجعته، حتى عرف حجمه الطبيعي، والتجأ ــ من ثم ــ للبحث عن مخرج طوارئ له، مستغلا تعاطف بعض اللاعبين الكبار معه. هذه القرارات عرّت ضعف الحوثي أكثر مما أخذت من الشرعية. ولا يسعنا هنا إلا نقدم كل الشكر والتقدير للأخ محافظ البنك، على مجهوداته السابقة، مهيبين أيضا بدوره المستقبلي فيما يُستجد من قرارات على الصعيد الاقتصادي والمصرفي.

ثالثا: لا شك أن الإعلان موجعٌ ومؤلم، وصادم للبعض، لكن هذه طبيعة السياسة وجدلياتها، وقد يضطر السياسي أحيانا للانحناء، وتقديم بعض التنازلات الآنية، طمعًا في عبور مضيقٍ شائك، للوصول إلى شط أمان، بمعنى تغليب النظرة البعيدة على النظرة الآنية، خاصة مع تداخل القضية اليمنية وتعقيداتها، فالقضية اليمنية لم تعد يمنية من سنوات، بل إقليمية ودولية، متعددة فيها المدخلات، ومن ثم متعددة المُخرجات، ولطالما تصارعت الأجندات حولها، وهذا ما أجل عملية الحسم حتى الآن.

رابعًا: إن التنازلات التي قدمتها قيادة الشرعية، سواء اليوم، أو من سابق هي تنازلات لمصلحة الشعب اليمني، وليس لمصلحة الحوثي، وإن استغل الأخير بعض ما ترتب على هذه التنازلات، لكن الشرعية تعتبر المواطن اليمني همّها واهتمامها أينما كان، بمن في ذلك المواطنون الواقعون تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

خامسًا: ليعلم الجميع أن هذا الإعلان ليس نهاية التاريخ، وليس نهاية المعركة مع الحوثي. معركتنا مع هذه الجماعة لها أكثر من وجه، وأكثر من بعد، فهي سياسية، عسكرية، ثقافية، اقتصادية، ولا زلنا جميعا في معمعة المعركة وبين دخانها، ولم نغادرها بعد. وحتما فالنصر حليف الشعب في المحصلة النهائية.

خامسًا: مهما كانت ملاحظاتنا أو انتقاداتنا لقيادتنا الشرعية فهذا لا يعني القفز من مركبها، فهي طوق نجاتنا الأخير، وهي مركبنا الوحيد في الوقت الحالي، ويستدعي الموقف الحالي ــ بمرارته وآلامه ــ العمل على تقييمها وتقويمها؛ لأننا نثق بعدالة قضيتنا الوطنية الكبرى، ونثق بقيادتنا السياسية، ومعها يجب ألا ينفرط عِقد الثقة بأشقائنا في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، مهما بدا الموقف الآن صادما، فخلف الكواليس مفاوضات وترتيبات أخرى جديدة ومهمة، ستكشف عنها المرحلة القادمة.