لماذا أعلن عبدالملك الحوثي سعادته بالقصف الهمجي الصهيوني على ميناء الحديدة؟
عبدالملك ونيتنياهو اكثر فرحاً :
لماذا أعلن عبدالملك الحوثي ضمنيا سعادته بالقصف الهمجي الصهيوني على ميناء الحديدة تحت عنوان مواجهته إسرائيل ولماذا ارتفع رأس نيتناهو :
لا شك أن المتابع لاداء مليشيا الحوثي الإرهابية في وسائل اعلامها عقب الاعتداء الإسرائيلي الغاشم وعلى رأسها زعيمها سيخرج بنتائج أهمها:
اسباب غبطة عبده الحوثي :
اولاً: سيتثمر الدمار ويسوق للحريق الكبير بالقول انه يواجه الكون الذي يدعم إسرائيل وهو ماستمر بترديده من 2004 بشعار اخيه الزائف لكنه تحقق الآن بهذه الهجمات..
ثانيا: سيعطي لايران فرصة الخروج من مأزقها ومشاكلها الداخلية بالقول بأنها تدعم المقاومة وهي جزء منها في ظل معادلة امنية صفرية وخسائر في صفوف اليمنيين فقط وبالتالي يريد الحوثي مزيدا من الأسلحة المتطورة والنفط الإيراني المجاني ..
ثالثا: يسعى لتحويل حركته الارهابية الى دولة مؤثرة إقليمية ويبتغي من ذلك الحصول على الشرعية التي يلهث ورائها باعتباره مدافعا عن غزة - في حين انه في الحقيقة مجرد مُدعي مرتزق يحقق مصالح نظام الملالي-
رابعا: وصلت سمعة الحركة الحوثية الى الحضيض مع اقترافها لجرائم بشعة كتهديمه المنازل على رؤوس ساكنيها وكذا اختطاف النساء وانتهاك أعراضهن وتوثيقها حقوقيا وامميا مع تنديد واسع داخلي وخارجي بذلك وهو يريد استغلال هذه الحوادث الأخيرة للقول انه يدافع عن قضية طاهرة كقضية أهلنا في فلسطين عله يصرف الانظار عما اقترفته يداه بحق الشعب اليمني ولا تزال ..
خامسا: حادثة تدمير ميناء الحديدة عمليا لن تصيب الحوثي بشكل مباشر لكنها حدث ضخم لناحية أضرارها الاقتصادية وبالتالي ستكون حدثا مهما يبتز من خلاله الشعب اليمني ودول الاقليم والعالم اقتصاديا واستغلال افقاره لليمنيين وسيكون الحوثي اكثر فرحا لو سقط المزيد من الضحايا للحصول على مساعدات دولية يحولها للجبهات الحربية وارصدته الخاصة - الاثراء على حساب دماء الشعب اليمني -
وقد صرح سفير المملكة المتحدة ان قيادات حوثية قالت له ان سيسقط المزيد من جثث اليمنيين حتى يأتِ له العالم مستسلما..
سادسا: طوال 8 اشهر والحوثي يعلن انه اصاب إسرائيل في مقتل وهو ادعاء زائف حيث لم يخدش ظفر إسرائيلي او حتى امريكي وعمليا كانت إسرائيل هي الاقل تضررا في حين ان الضرر الحقيقي اصاب الشعب اليمني بارتفاع الغذاء والدواء وتعميق أزمة الشقيقة مصر عبر حصار قناة السويس..
اما وقد قتل إسرائيلي - مقابله تدمر الميناء و86 قتيل وجريح من اليمنيين- فيسقول بأنه مقاوم للكيان..
سابعا: الحوثي كان في مأزق كبير مع خروج أصوات الناس في مناطق سيطرته مطالبين بصرف الرواتب بعد ان اكتشفوا حجم النهب بالمليارات من الدولارات من الرسوم والايرادات وأيضا كشفهم لحجم حالة البذخ التي يرفل فيها عبدالملك الحوثي وجماعته في حين يتضور الشعب اليمني جوعاً ومواردهم عرضة لنهب المليشيا الحوثية..
ثامنا: في الأوانة الأخيرة رفض الناس والقبائل الزج بمزيد من ابنائهم في معسكرات التجنيد الحوثية الطائفية العنصرية وعجز الحوثي وزبناته عن حشد مزيد من الضحايا في المعسكرات وستوفر له هذه الاعتداءات مجالا خصبا لجلب المزيد من الناس تحت سكرة مواجهة إسرائيل التي يكرهها الشعب اليمني بأكلمه واي جماعة ترفع رأيتها فإنها ستجد تفاعلا كبيرا بمعنى ان تفاعل الناس مع قضية فلسطين وليس مع الحوثي الإرهابي..
تاسعا: تعبير الحوثي وقياداته عن سعادته بهذا القصف يعيد الى الواجهة طريقة تفكير وسلوك المليشيا التي تعد الحروب حياتها فهي لا تطيق السلام والاستقرار وتريد مجتمعا مضطربا لمزيد من السيطرة والبطش تحت مبرر مواجهة إسرائيل ..
تاسعاً: في الأوانة الأخيرة سيزيد الحوثي من عمليات الاختطاف والاخفاء للمواطنين في كل اتجاه لاكمال خنق الناس وقد دشن ذلك ب اخفاء موظفي الأمم المتحدة والعنوان عملاء لإسرائيل..
اما بنيامين نيتناهو فسعادته تتمثل فيما يلي :
اولا : سيخرج من عزلته الدولية وسيلقي خطابه امام الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء القادم 24 /7/2024 متخففا من كثير من الضغوط تجاه ايقاف الحرب في غزة بالقول بأنه يواجه إيران ومليشياتها وبالتالي لن يضطر لمناقشة الحلول في غزة الا كقضية ثانوية في حين ان القضية الرئيسة ستكون حربه على إيران والحوثي وبقية المليشيات ..
ثانيا: سيسعى لاستجلاب الدعم الأمريكي والغربي باعتبار ان إسرائيل ضحية تتعرض لتهديد وجودي ومُسيّرة الحوثي -المشكوك فيها - ستكون دليلا مثاليا - رأس إسرائيلي تسبب في مقتل وجرح 86 يمني وتدمير ثاني اكبر ميناء في اليمن .
ثالثا: والأهم من كل ذلك انه حقق حلمه بالوصول الى هذه المنطقة المهمة من العالم تحديدا البحر الأحمر وباب المندب التي له ولإسرائيل معها ثأراً كبيرا خصوصا دورها الحيوي في حصار إسرائيل ومنع الأسلحة والدعم اللوجستي عنها في حرب 73 واضطرار امريكا لعمل جسر جوي لها وأيضا منع النفط عن الدول الغربية التي وقفت مع الكيان الصهيوني
بمعنى آخر- يوما من الأيام سيصنع نيتناهو تمثالا لعبدالملك الحوثي الذي مكنه من الوصول إلى هذه المنطقة الحيوية واعطاه المبرر لهذا الحضور -
رابعا:
سيتحول هذا المجرم نيتناهو الى تشرشل الذي انتصر في الحرب وانقذ بلاده - وفقا لتفسيره الكاذب - من تهديد وجودي
وللأسف ستتراجع قضية أهلنا في غزة إلى الملف اليمني وسيصبح الصراع الزائف مع مليشيا في نظر العالم، والإعلام هو الرئيسي..
انها نكبة الحمق وتحقيق السيطرة على حساب جبال من الضحايا...