المشهد اليمني
الجمعة 13 سبتمبر 2024 06:58 صـ 10 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
فضيحة تطال وزير المالية الحوثي بعد فساده بأكثر من 140 ألف دولار (وثائق) رابطة الدوري الفرنسي تأمر باريس سان جرمان بسداد 55 مليون يورو لمبابي كيف يرد الله حق المظلوم في الدنيا.. وهل يشعر من مات برد مظلمته؟ إضراب شامل للتجار في صنعاء احتجاجًا على الجرعة السعرية الجديدة الحوثية محافظ شبوة يتابع قضية مواطنة متحجزة في عمان ويؤكد متابعته المستمرة بيان لمصلحة الضرائب الحوثية بشأن حقيقة الزيادة على الملابس المستوردة الأمم المتحدة في مأزق: تصرفات الحوثيين تغلق أبواب الأمل أمام ملايين اليمنيين! ”النائب العام يشيد بجهود القضاة في تطوير الأداء القضائي ويؤكد أهمية الدورات التنشيطية” ”سيارة الموت تسلب روح ”أمل”.. مأساة تهوي بأسرة بأكملها” قاضي يحذر من كارثة تشطيرية تهدد القضاء اليمني بعد تعديلات حوثية ”حكومة الحوثيين تُلاحق الإعلام الرقمي: رسوم على المواقع الإخبارية ومحركات البحث!” النائب العام يتفهم ويعد بالتحرك.. هل تأخذ قضية الناشط سامي باوزير منحى جديداً؟

مأساة فلسطين لتبييض المليشيات الإيرانية

ما لم تحققه ايران في هجومها الجوي الواسع على اسرائيل تاريخ ١٣ أبريل ٢٠٢٤ في تلك الليلة ذات المجاهيل المتعددة ، في الوصول إلى "تل أبيب" حتى بمسيرة واحدة ، انتقاماً لتدمير قنصليتها في دمشق من قبل اسرائيل ، وقبل ذلك مقتل سليماني والكثير من علماء وقادة ايران ، استطاعت أن تحققه وتضرب قلب "تل أبيب" من منصتها الجنوبية (صنعاء) ، ليتولى الحوثي المسئولية نيابة عنها وعن وكلائها جميعاً .

قيل يومها إن إيران تحاشت ضرب تل أبيب

لأنها تدرك ما الذي يعنيه خرق قواعد الاشتباك من قبلها ، أو من قبل وكلائها الآخرين ، وخاصة درة تاجها حزب الله ، مع اسرائيل ، وهي القواعد التي ترعاها ، كما يقال ، أمريكا . وبسبب الضغوط التي تعرض لها نظام إيران داخلياً ، والسخرية منه خارجياً ، جراء الفجوة الهائلة بين ما يطلقه من تهديد ووعيد من ناحية ، وفعله الغائب على الارض من ناحية أخرى ، فقد اختارت ايران أن تخرق تلك القواعد بتشغيل منصتها الجنوبية "صنعاء" ، من واقع أنها قد حولت اليمن إلى أرض مستباحة ، وأهلها إلى أهداف عشوائية ، وأنه لم يعد هناك ما يُخشى عليه ، فلتضرب اسرائيل هناك كما تشاء طالما أن وكلاءها محميين ، وما دونهم ليُحرق اليمن بأكمله .

هكذا يبدو الأمر دون حاجة إلى المزيد من الفذلكة ، فإيران تلعب على المكشوف للدفاع عن أمنها ومصالحها بإشعال الصراعات والحروب في المنطقة طالما أن هناك من سيحارب نيابة عنها ، وأن هناك عواصم أخرى ستدمر بدلاً من طهران ، وأن هناك شعوباً ستباد تحت راية الدفاع الملغوم عن القضية .

توافقاً مع هذه الاستراتيجية استطاع النظام الايراني أن يجعل من معاناة وآلام الفلسطينيين وسيلة لتبييض مليشياته الطائفية الانقلابية في بعض البلاد العربية ومنها اليمن .

هذا الحال سيظل فهمه رهناً باستيعاب حقيقة أن تفخيخ القضية الفلسطينية بالمشروع التوسعي الإيراني ، واتخاذها جسراً لهذا المشروع إلى قلوب الكثير من العرب والمسلمين ، كان من أولويات النظام الايراني منذ نزوعه لتسويق مشروعه الأيديولوجي في المنطقة .

فقد اتخذ قضية فلسطين غطاءً ، وراح ينخرها من الداخل ، موظفاً صعوباتها ومشاكل نخبها البينية ، ويعيد ، من ثم ، بناءها في الوعي الشعبي على أنها قضيته الرئيسية التي تبرر له تكوين المليشيات الطائفية المسلحة في أكثر من بلد عربي للإنقضاض على الدولة ، وتكسيرها ، ووضعها أمام خيار واحد في أحسن الأحوال وهو إجبار المجتمع على التخلي عن الدولة الوطنية بإقامة نظام طائفي تكون فيه الكلمة الأولى لها ولسلاحها .

لذلك ستجد اليوم من يهتف للحوثي على أنه هو من صعق تل أبيب في حادث نادر وغير مسبوق ، وذلك بهدف مواصلة تبييض جرائمه المرتكبة بحق اليمن واليمنيين ، واستكمال بناء عناصر تأهيله لحكم هذا البلد في وعي عربي مكلوم بجروح المأساة ، ومخدوع بنفاق ما يسمى "محور المقاومة" ، ومرقع بيافطات السلام المهترئة ، والمرقطة بغباء الخارجين لتوّهم من مغارات الانتقام .