المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:11 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!

من الأخبار العجيبة التي قرأتها اليوم : أن كوريا الشمالية قامت بإطلاق 330 بالوناً تحمل نفايات باتجاه جارتها كوريا الجنوبية وسط تصاعد التوتر بينهما.!

ولأننا فيما يبدو قادمون على " حرب النفايات" فإن جيراننا في العمارة قد سبقوا كوريا الشمالية وأعلنوا حربا من هذا النوع علينا منذ سنوات ، فما إن أفتح باب الشقة كل صباح الا وأجد أنواعا من النفايات ملقاة بالباب ، فأطفال الجيران لا يحلو لهم رمي القمامة الا بباب شقتي.!

ربما يعتبرونها تحية الصباح التي يقدمونها لي.!

الناس في أوربا ودول العالم المتخلفة يقدمون لجيرانهم ولزملائهم تحية الصباح: عبارات ودية ، أو باقة ورد ، أو رسالة رقيقة ، أما في بلادي بلادي بلاد اليمن فقد تطورونا كثيرا وصارت تحياتنا الصباحية: كيس زبالة.!

وقد تأملت بالأمر بعقلية فيلسوف يوناني قديم ومطنن دوما فوجدته لا يخلو من دلالة ، بل إن فيه رسالة استراتيجية خطيرة ، ونظرة فلسفية عميقة جدا وهي: أن هذه الزبالة تذكر أننا ما زلنا في اليمن وأن وضعنا جميعا هو هكذا : زبالة × زبالة ومنيل بستين نيلة.!

وقد شكوت لبعض جيراننا ما نعانيه من " حرب النفايات " التي شنها علينا أولاد الجيران فقالوا:

_ اسكت اسكت ، أنت محظوظ .!

-- كيف محظوظ

-- أنت يرمون أمام بابك ببعض القمامة " تجزئة " ، نحن يضعونها جملة أمام بابنا ويمضون فنضطر لإخراجها ، لقد حولنا جيراننا إلى زبالين لهم.!

وهكذا كلما شكوت لأحدهم رد علي بهذا الكلام ، حتى تأكدت أن أطفالهم يقومون بعملية تبادل سلمي للقمامة كل صباح.!

ورغم أن لدى العمارة منظفة متخصصة في تنظيف الدرج الا أنها لا تظهر الا منتصف الشهر ، تنظف الدرج وتظل تشكو للطالع والنازل فقرها وقلة حيلتها وأمراضها ، وتظل تشكو وتتوجع وتطلب المساعدة بأي شيء.

وفي أول أيام الشهر تذهب عنها كل تلك الأمراض والأوجاع فتأتي ترزع الباب وكأنها عسكري الإمام ، ولا تذهب الا بعد أن نعطيها ألفين ريال قديم مقابل نظافة الدرج.!

شخصيا تعودت على الأمر بل وتعايشت معه ، حتى أنني حين أخرج ولا أجد قمامة في باب الشقة استغرب جدا ، أما إذا استمر الأمر عدة أيام فإنني أقلق جدا على أطفال الجيران وأذهب إلى منازلهم لأطمئن على صحتهم.!

شخصيا كزوج فإن أول مهمة أقوم بها كل صباح بعد أن ألبس وأقرر الخروج هي : جمع القمامة وإخراجها ، وهي مهمة تعودت عليها ، حتى لو كنت سأذهب إلى ندوة أو احتفال أو أي مناسبة فإن هذا الطقس الصباحي لن يتغير .!

الناس في العالم يصحون على قهوة الصباح وصوت فيروز ، أو رائحة ورد في حديقة المنزل ، أو ورد طري في مزهرية وقراءة صحف الصباح مع الكابتشينو ، لكننا لسنا مثل هؤلاء ، هؤلاء قديمون جدا ، نحن مع كوريا الشمالية تطورنا كثيرا ، حتى صرنا وكأننا في كوكب آخر .!

ونحن وكوريا الشمالية سنسيطر على العالم قريبا فعندما يرحل سكان الأرض إلى كواكب وعوالم فضائية جديدة يسعون الآن لاكتشاف وجود الماء والحياة فيها سنسيح في الأرض نحن ورعية كيم جونغ أون ، وحين نختلف وتتوتر العلاقات بيننا ستندلع " حرب النفايات" وحينها فقط ستنظف الدرج في العمارة التي أسكن فيها ، حيث سنحتاج للقمامة في حربنا ضد الكوريين الشماليين.!