المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:06 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

الكيان الإرهابي بين عشيّتين

سبع و خمسون سنة مضت على نكبة 5 حزيران 1967م. و هو اليوم الذي شن فيها الكيان اللقيط- بدعم غربي مفتوح - الحرب ضد مصر و سوريا و الأردن؛ و بغياب الدعم العربي المطلوب؛ مع أن شهود ذلك الزمن، و تلك الحرب يقولون: كان الموقف العربي يومذاك ٱحسن ألف مرة ؛ بل يُظلم في مقارنته مع الموقف العربي اليوم تجاه معركة طوفان الأقصى ..!!

الكيان اللقيط ؛ سمى تلك الحرب ؛ حرب الأيام الستة؛ متبجحا بأنه خاض معركة في ثلاث جبهات، و تمددت قواته - للأسف الأشد- في تلك الأيام الستة- فقط- لتحتل مساحات من الأرض العربية الطاهرة.

بلغ الكيان الغاصب عشيّة العاشر من حزيران ذروة غروره ، و قال قائلهم لقد حققنا نصرا يفوق أكثر أحلامنا تصورا، و تم وقف إطلاق النار في تلك العشية بين الجانبين، و حالة النشوة لدى العدو الغاصب في قمة الغطرسة و التجبر.

كانت نكبة 67 لا تقل سوءا و كارثة عن نكبة 48 ، و كان يفترض أن تمثل يقظة لا تقبل النوم ، و صحوة لا تقبل غفوة، و وحدة عربية لا تقبل التشرذم و التَّفتت. كما كان يفترض أن تعود القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح كقضية للأمة الإسلامية جمعاء . لكن أيا من تلك الأماني لم تتم ..!!

و بدلا من كل ذلك أصبحت شعوب الأمة ترى هرولة الخَيبة المهرولة نحو التطبيع الذليل ..!!

لكن الخير لا يغادر أهله، و هناك من قلب غزة ، و في شهر سبتمبر 1967م. راحت تَنشأ حركة المقاومة، بعد ثلاثة أشهر فقط من نكسة حزيران كما يسميها الإعلام العربي.

مضت النِّبتة تترعرع، و مضى الشيخ القعيد يبني صفوف تلك الحركة مقتفيا السبيل الأقوم، و الطريق الذي من سلكه لا يضل و لا يشقى، فجعل الله غايته، و الرسول قدوته، و الجهاد سبيله.

وأٓتت النبتة أكلها، و أعطت الحركة ثمارها، فلم تبال بحصار ، و لم تأبه لِتُهَمٍ طبخها الغرب، و أكلتها عقليات التطبيع، لكن النبتة مضت سامقة، شامخة، أصلها ثابت و فرعها في السماء، و لما فار التنور ؛ جَرّاء عدوان المحتل، و تخاذل المختل، و أُريد نَصْبَ صنم صفقة القرن المنحل، ثار الطوفان، مدمدما عليهم بذنبهم فسواها، فأصبحت الصفقة كالصريم ، و تنادى حلفاء اللقيط أن اغدوا على صنيعتكم قبل أن يأتي الطوفان عليها من القواعد إن كنتم فاعلين.

و انتظر الطوفان الأقرباء، علّ حَميّة تثور، أو نخوة تستيقظ، فإذا الألسنة خرساء ، و الأسِنّة معطّلة، و ليت الأمر توقف عند هذا، و إنما خرجت أبواق تبلبل ضد القريب، و تتزلف الغريب، فيما العِلْية بمقاعد المتفرجين ..!!

و اليوم تعود ذكرى عشية حزيران، و عشيّة وقف إطلاق النار تلك؛ لتجد أمامها عشية غير تلك العشية؛ عشية أعدّها الميدان، و نفّذها الطـوفــــــان، و لسـان حال اللقيط الغاصب ؛ المتبجح بالأمس،المتوجع اليوم ، يقول : لقد لقينا من هذا الطوفان أسوأ مما كنا نتصور "وتلك الأيام نداولها بين الناس".

الأرض هي الأرض، و الناس هم الناس، و لكن منهج البنــاء، و نوعية البناء كان لها ثمارا و نتائج غير نتائج التهريج؛ لمنهج البناء غاية، و قدوة، و سبيل . فلله دَرُّ مَنِ الله غايتهم، و إليه سبيلهم.