لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟
في رمضان الفائت ولوفرة العروض التلفزيونية (في اليمن ومثلها في دول عربية عديدة) من المسلسلات ظهرت كتابات عديدة تتناول المسلسلات وبالمقابل ظهرت كتابات عديدة ايضا تنتقد الخوض المفتوح في نقد المسلسلات من دون المتخصصين.
وهذه ظاهرة لافتة. وكنت حينها قد كتبت انطلاقا من فكرة تكوين الرسالة في علوم الاتصال واللسانيات والتي تقول ان وجود مرسل يقتضي وجود متلقي إلى جانب بقية مكونات الفعل التواصلي .
لكني اليوم استمعت إلى تفسير آخر لفت انتباهي ورأيت ان انقله لكم.
التقطت لكم الفكرة ادناه من فقرة فلسفة يقدمها المذيع تيبو دي سان موريس Thibaut de Saint Maurice برنامج إذاعي يقدمه علي ربيحي
Ali Rebeihi
بعنوان
Grand bien vous fasse !
وهو عنوان مثير في صياغته التي تاتي من باب الرجاء والدعاء ويمكن ترجمته بمبالغة ب
نالكم الخير الوفير
او زدتم خيرا وبركة
او أنعم الله عليكم بالخيرات .
والبرنامج الاذاعي يبث على محطة فرانس انتير France Inter وهي محطة إذاعية تميل إلى الثقافة والنخبوية والخطاب الرفيع.
وكان داعي هذه الحلقة موضوعها عن السينما هو تناول المخرج السينمائي شبيلبيرغ Spielberg
في فقرة الفسفة تناول الصحفي تيبو سؤال لماذا يذهب الناس إلى السينما زرافات وليس فرادا.
وفي معرض حديثة أشار إلى ان مشاهدة فيلم سينمائي -وعليه يمكن بالبداهة قياس مشاهدة مسلسل تلفزيوني - هي تجربة فردية أملتها الحاجة إلى الترفيه والثقافة وفق شروط اجتماعية تحدد الأفعال الاجتماعية وضوابطها لجعلها جمعوية وليست فردية.
لكنها تجربة امام الفن. وهذا الأخير باعتباره ابداعاً يقتضي التفاعل. ومن هنا تظهر الحاجة إلى التواصل والإبلاغ والنقد وابدأ الرأي لطبيعة التفاعل مع المنتج الإبداعي وخواصه في التأثير ودفع الناس إلى التفاعل والكتابة والنقد انطلاقا من قدرات وملكات كل فرد.
يُفهم من التفسير أعلاه ان الفن يحض على التفاعل وكل فرد يتملك ما سمع او شاهد ويعيد صياغته وينقل ويحرص على التواصل عنه.