المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 05:00 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

لماذا يتجه الحوثيون للتصعيد في ظل تراجع هجمات وكلاء إيران الآخرين؟!

لم تتوان جماعة الحوثي التابعة لإيران، عن شن المزيد من الهجمات على المصالح الأمريكية، في الوقت الذي تراجعت فيه الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، على مصالح الولايات المتحدة خلال فبراير الجاري.

واستمر الحوثيون المدعومون من إيران في شن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي تمر عبره 12 مئة من حجم التجارة العالمية.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كانت قد ذكرت الأحد، أن إيران "تحث حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى على ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأميركية".

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران "تواجه الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن لقدرتها على ممارسة نفوذها على هذه الميليشيات المتحالفة معها"، مع استمرار الحرب في قطاع غزة.

وامتنعت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا عن شن هجمات منذ 4 فبراير، على الرغم من الغارة الأميركية في 7 فبراير التي أودت بحياة المسؤول الكبير في كتائب حزب الله العراقي، أبو باقر الساعدي.

وعلى النقيض تماما، يواصل الحوثيون استهداف السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات المسيرة، في هجمات وصفتها واشنطن بـ "المتهورة والعشوائية".

وكان آخر تلك العمليات، إعلان الجماعة المصنفة إرهابية، الثلاثاء، شن سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار على سفن حربية أميركية في خليج عدن وبحر العرب، وإطلاق صواريخ بحرية على ما قالوا إنها "سفينة إسرائيلية"، وكذلك على أهداف في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن الحوثيون، الإثنين، شن 4 هجمات على سفن تجارية في آخر 24 ساعة.

وقال الجيش الأميركي، الثلاثاء، إن المدمرة "يو إس إس لابون" أسقطت صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه الحوثيون نحوها.

من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي، الإثنين، إطلاق مهمة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي، في جهود مماثلة لتلك التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، التي تقود تحالفا بحريا باسم "حارس الازدهار".

"لعبة استراتيجية"

يعتقد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد أبو النور، أن تراجع الهجمات في العراق وسوريا مقابل ارتفاع وتيرتها في البحر الأحمر "لعبة استراتيجية" من جانب طهران.

ونقل موقع "الحرة نت" عن أبو النور قوله إن "تراجع حدة الهجمات الإيرانية وهجمات الجماعات التابعة لإيران في العراق وسوريا، يأتي "في إطار استراتيجية تحريك القطع على رقعة الشطرنج بحيث تتراجع قطعة إذا تقدمت قطعة أخرى، وعدم الدفع بكل القطع والأدوات في وقت واحد".

ويشير إلى أن "تراجع الهجمات في العراق وسوريا تزامن مع اشتداد وتيرة التصعيد على الجبهة الشمالية الإسرائيلية عن طريق حزب الله، وكذلك اشتداد التصعيد على جبهة البحر الأحمر قبيل وأثناء انطلاق عملية (الدرع الأوروبية)"، مما يعني، وفقا لأبو النور، أن "إيران لم تفقد السيطرة على الحوثي؛ لكنها تستخدم تلك الورقة في الظرف الراهن بضراوة لصرف الأنظار عن حالة الكمون الاستراتيجية التي دخلت فيها القطع الإيرانية في كل من سوريا والعراق"، على حد تعبيره.

والتقى وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، خلال زيارته الثالثة إلى لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة بأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال وقت سابق من فبراير الجاري، ووعد بمواصلة دعم طهران للجماعة، المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية.

وعلى الرغم من أنها تمول وتدرب من قبل إيران، فإن المجموعات المسلحة تعمل "بشكل مستقل وخارج جهاز الأمن الرسمي في طهران"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وسمح لهم هذا الترتيب بتعزيز أهداف السياسة الإيرانية، مع عزل طهران عن المسؤولية المباشرة – والانتقام المحتمل – عن أفعالهم، وفق الصحيفة.

ومع ذلك، يعتقد البخيتي أن إيران "يمكن لها التأثير على الحوثي"، لكنه شدد على ضرورة التفريق بين "التأثير المتبادل وإصدار التوجيهات".

"محاولة انتزاع تنازلات"

وبعد أن أدت هجماتهم لاضطرابات في حركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.

كما تشن واشنطن بمفردها بين الفينة والأخرى، ضربات على صواريخ معدة للإطلاق على السفن في مناطق سيطرة الحوثيين، وهي الجماعة التي أعادت الولايات المتحدة تصنيفها في قائمة الإرهاب.

ومع ذلك، لم تتوقف هجمات جماعة الحوثي، وهي التي تواصل مفاوضاتها مع السعودية بشأن إنهاء الحرب في اليمن.

وتقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحليل لها نشر، الثلاثاء، إن "الحوثيين يعتزمون استغلال المواجهة مع قوات التحالف في البحر الأحمر لانتزاع تنازلات لصالحهم، لا علاقة لها بالموقف الإيراني".

وتضيف الصحيفة: "بالتالي ليس من المؤكد أنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإن الحوثيين سينضمون إليه في ساحتهم الخاصة، حتى لو طلبت إيران منهم وقف هجماتهم".