المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:55 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

تفاهم وتعايش الخرافة والتطور

التقاليد الاجتماعية، بما في ذلك كثير من الخرافات التي تنتقل من جيل إلى جيل، تشكل جانباً من التراث الشعبي الذي لا غنى لأي مجتمع عنه.

والتمسك بهذه التقاليد لن يؤثر سلباً على تطور أي مجتمع، إذا ما قرر هذا المجتمع أن يسلك طريق التطور. بالعكس سيجد في كثير من هذه التقاليد ما يوازن عملية التطور بقيود اجتماعية لا بد أن يكون في حاجة لها في منعطفات كثيرة من هذه العملية المعقدة التي تظهر فيها قيم جديدة، قد تؤدي إلى حالة من الفوضى، ما لم تتدخل التقاليد الاجتماعية وبعض الخرافات المرحلة من الماضي بإيجاد ميزان اجتماعي وسيكولوجي وثقافي يبطئ ويوازن عملية الانتقال والتطور حتى لا تصيب المجتمع بهزات كارثية.

وحتى حينما يجندها البعض لتخريب عملية التطور، فلا بد من النظر إلى ذلك على أنه اختبار لتقبل المجتمع لفكرة التطور، ذلك أن الفكرة التي تُختبر في ميدان المواجهة مع نقيضها، وتنجح، تكون هي الجديرة بالبقاء.

قوة الفكرة الجديدة هي أن تحتفظ إلى جانبها بالتقاليد والخرافة، بعد أن تجردها من تأثيرها السلبي على المجتمع، وتجعل منها وسيلة لضبط عملية التطور.

المجتمعات التي قطعت شوطاً كبيراً على طريق التطور الاجتماعي والثقافي، لم تعلن القطيعة مع كثير من هذه التقاليد والخرافات التي تمسك بها المجتمع، وقامت الدول بتنمية مهارات اجتماعية وعلمية خاصة للحفاظ عليها، واعتبارها جزءاً من منظومة قيم الحياة التي تشكل ضوابط للتطور، يستعيد المجتمع بواسطتها حالة من التوازن النفسي، يقف بواسطتها على الحدود بين الانطلاق نحو قيم التطور والتمسك بتلك التقاليد التي تشكل ضوابط لعملية الانطلاق.

في اوربا، وفي ليلة 24 ديسمبر من كل عام ينتظر الأطفال والكبار على السواء، زيارة “سانتا”، حاملاً الهدايا، في أروع تجمع أسري

لم تستطع معادلات الحياة الجديدة في هذه المجتمعات ان تقضي عليه، حيث أخذ هذا التقليد يجسد القيمة الاجتماعية للأسرة في هذه المجتمعات.

غير أن ما يجب ان تتهيأ له كل أم ويتهيأ كل أب حينما يحل “سانتا” ضيفاً عليهم هو الاجابة على أسئلة أطفالهم، الذين بدأوا في استيعاب ما حواليهم من وقائع، عن حقيقة ” سانتا” وهل هو حقيقي !! والإجابة دائماً هي إنه حقيقي، وهو جزء من حياتهم التي تتكرر كل عام.

لا شيء مثل “سانتا” القادم من أعماق التاريخ السحيق يوحد الناس في هذه البلدان، في أهم لحظة تفرض فيها العائلة وجودها كمكون أساسي في المجتمع رغم كل ما يفرضه التطور من تبدلات.