أصل حكاية ”بيننا ما صنع الحداد”
الأمثال الشعبية عبارة عن قصص يتم نقلها عبر الأجيال، وكلمات نُرددها جميعًا في حياتنا اليوميَة، فالأمثال هي موروث حضاري و خلاصة تجارب الأجداد والآباء، وليست مُجرّد كلمات يتم ترديدها، فهي تحوي العديد من القيم والعادات والتقاليد.
وقد تختلف اللهجات عبر العصور المختلفة، لكن ستبقى الحكمة من المثل الشعبي. ومن أهمّ ما تتميَز به هذه الأمثلة هو أنَها لا تخلو من روعة البيان وجمال البلاغة التي تتضمَن التشبيهات والاستعارات والكلام المُسجع.
سوف نعرض لكم من خلال المشهد اليمنى مثل هذا اليوم:
"بيننا ما صنع الحداد"
هذا المثل يعد من أشهر الأمثال العربية الدارجة ويقال هذا المثل كدليل على البغض الشديد بين شخصين أو النزاع الذي ينشأ ويستحيل معه الصلح مرةً أُخرى، وفى هذه الحاله نقول هذا المثل ""بيننا ما صنع الحداد".
ولكن هنا نتوقف لحظات ونسأل انفسنا ما هو الشيء الذي قام بصنعة الحداد وتم استخدامه للتعبيرعن الخلاف والضغينة؟ قيل أنَه "السَيْف"، أي أنَ الحدَاد يصنع السيوف وبذلك عندما يقول الشخص أنه بينه وبينك هذا السيف أي أنَ النزاع بينكما قد وصل إلى درجة القتال بالسيف.
وفى رواية أخرى أنه كان رجل من العرب متزوجًا بامرأة سليطة اللسان كدرت حياته، وفي يوم من الأيام فاض به الكيل من زوجته فخرج من خيمتهما وصاح قائلا: "بيني وبينك ما صنع الحداد".
لكن لم تفهم الزوجة معنى الجملة وأخذت تفكر فيها دون جدوى، فقررت انتظار زوجها إلى أن يعود وتفهم ما يقصده، فعاد الزوج ومعه لفة بداخلها قرص كبير من الحديد، وعصا طويلة، وأعطاها لابنه وأمره بأن يطرق عليها ليحدث ضجيجا، وخرج من الخيمة، وأخذ الزوج يبتعد وابنه مستمر في الطرق إلى أن وصل نقطة انتهى عندها الصوت الذي صنعه الحداد، فنصب خيمة خاصة به للهروب من لسان زوجته السليط.
وعلَيْه، سيكونُ بينه وبين زوجته هذه المسافة الدائمة، وبذلك أصبح بينهما صوت القطعة الحديديَة التي صنعها الحداد، ومن هنا جاءت قصة أشهر الأمثال الشعبيَة التي تُستخدَم للتعبير عن الشقاق والخلاف.
ز