في يومهم العالمي.. صرخات أطفال غزة تدوي في أركانه
يحتفل العالم اليوم الاثنين "اليوم العالمي للطفل" الذي يوافق ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل في 1959واتفاقية حقوق الطفل 1989ويحل اليوم العالمى للطفل هذا العام بشكل آخر فى الوقت الذى يشهد فيه العالم ويتابع عبر الشاشات على مدار الساعة صورا لجثامين أطفال غزة، الذين يواجهون الموت كل دقيقة، بسبب القصف الإسرائيلي الغاشم الذي طال المنازل والشوارع، ولم يرحم المدارس، أو المستشفيات، حتى الأطفال المبتسرين فقد طالتهم آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة، فقتلتهم داخل مستشفى الشفاء وغيرها.
وفي اليوم العالمي للطفل، تناست الأمم المتحدة أن تستخدم قوة قرارها لضمان حياة الأطفال في غزة، واقتصرت صفحتها على نداءات وجهت منذ أيام، تدعوا فيه، على استحياء، الاحتلال الإسرائيلي لاحترام مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، قائلة: "إن مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة مواقع محمية، وليست مصائد موت للمدنيين الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال"، وذلك بعد مجزرة الفاخورة التي قامت بها قوات الاحتلال.
لا يزال اطفال غزة ينزفون، فها هو الطفل الشهيد يوسف محمد، الذي وصفته والدته، أثناء بحثها عنه في المستشفي بعد قصف منزلها، بـ "الأبيضاني الحلو أبو شعر كيرلي"، لكنها وجدته صامتا جثة ملقاة في المستشفى دون حراك، بكاء جدته المصرية كان صرخة في وجه العدو الإسرائيلي عندما قالت وهي تتذكره "اسمعى يا تيتة عايدة أنا بحبك كتير كتير..أنا صرت صف أول يا ستى.. يا حبيبتى يا تيتة"، كانت آخر كلمات قالها يوسف، ورحل عن الحياة عندما قصف الاحتلال الغاشم منزل عائلته، العالم بكي على يوسف لكن العدو كانت منتشيًا من قتله.
أما الطفل عدي، فهي حكاية طفل شهيد من غزة لم يبلغ عمره سوى يوم واحد، كانت ولادته يوم 29 أكتوبر الماضى، وبعد ولادته طلب الأطباء من والدته أن تذهب به إلى منزلها، بسبب قلة عدد الأسرة في المستشفى، حملت الأم الفلسطينية رضيعها لتذهب لرعايته في المنزل، لكنها لم تكن تعلم أنها ستلقى الشهادة مع رضيعها، وتحت قصف الاحتلال استشهدت الأم ورضيعها الذي لا يتعد عمره اليوم.
قال شقيقه الأكبر "أخي البارحة صباحًا ولدته أمي، وذهبت ليلًا.. رأيته فقط في الليل ونمت وصحيت في اليوم التالي لم أجده"، أما والده فقال: "وُلد الليلة الفائتة يعني لم يتجاوز عمره 24 ساعة، لم أسميه أصلا، لم يمض على ولادته 24 ساعة، أمه كانت تنوي تسميه عُدي ولم يحدث.. إن شاء الله نسميه في الجنة يارب.. أنا حملته قبل أن يحدث القصف بساعتين"، لم يرحم الاحتلال حتى الأطفال حديثي الولادة.
أما حكاية استشهاد الطفل الفلسطيني عوني الدوس، 12 عامًا، فكانت من الحكايات المؤلمة، والشاهدة على قسوة المذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق أطفال غزة، فقد استشهد الطفل عوني مع 15 فردا من عائلته، عندما قصف الاحتلال منزلهم.
كان لعوني الدوس حلم، حكاه لمتابعية بقناة اليوتيوب التي دشنها، على موقع "اليوتيوب" العام الماضي 2022، والتي استقطبت آلاف المتابعين، وصفه متابعيه بأنه صاحب الابتسامة البريئة والإطلالة الخجولة، فآثر الاحتلال أن يسكت صوته إلى الأبد، بنيرانه الغاشمة.
كان حلم الطفل عوني فعبر عنه في أحد مقاطع الفيديو قائلًا: "أنا عوني الدوس، فلسطيني من غزة، هدفي القناة تصل لـ 100 ألف مشترك، وحتى 10 ملايين بمحبتكم ودعمكم"، فاغتالته يد الاحتلال الآثمة.
وقال أشرف الدوس ابن عم عوني- خلال تصريحات إعلامية: "الطفل عوني كان يحلم بأن يعمل في أكبر الشركات، وكان يعمل دائمًا على أن يكون رجلا ناجحا، ولكنه في مكان أفضل الآن".
حكايات أطفال غزة المؤلمة لم تنته، فقد خلف الاحتلال الإسرائيلي مأساة في غزة أبطالها من الأطفال بين شهيد اغتالته يد العدوان الآثم للعدو الإسرائيلي وقنابله الفتاكة، وبين جريح فقد أحد أعضاءه، فالحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة تصنع كل يوم حكايات لأبطال صغار بعضهم غادر الحياة وآخرون ينتظرون، وسط حالة من الصمت الرهيب من العالم، التي ينتظر قرارات أمم متحدة لا تنفذ بمنح الفلسطينيين هدنة من الحرب، لكن احتفالات العالم بيوم الطفل العالمي، الذي أقرته الأمم المتحدة في يوم 20 نوفمبر من كل عام، لا تزال مستمرة، وأطفال غزة ينظرون بحسرة للعالم مكتوف الأيدي ضد آلة القتل الغاشمة للكيان الصهيوني.
في آخر إحصائية أعلنها المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، الدكتور أشرف القدرة، قال: "إن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي من الأطفال فى غزة تجاوز الـ 5000 طفل، غير عدد كبير من الأطفال أصبحوا من المعوقين بعد بتر أجزاء من أجسادهم، هذا بخلاف الأطفال المفقودة وقد يتجاوز العدد الـ 7000 بكثير."
كما ذكرت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت، خلال شهر ونصف من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر، من الأطفال ما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعًا مسلحًا حول العالم خلال الـ 4 سنوات الماضية.
وتقول المؤسسات الحقوقية: "إن الغارات الإسرائيلية تقتل بمعدل طفل فلسطيني كل 7 دقائق، في رقم كبير جدا وغير مسبوق في التاريخ المعاصر."