يرعبني وائل الدحدوح
قدرته على مواصلة العمل بعد أيام قليلة من استشهاد أهل بيته وأولاده، تصريحاته الملتزمة بالصبر وإنتقاء الكلمات غير المنفعلة وضبطها بأقل العبارات الحازمة، فلا ردح ولا لطم ولا عويل.
فقط، قطرات ساحنة من عينيه، على إثرها نهض مُصرِحًا: ما رأيتموه دموع الإنسانية وليس دموع الانهيار والخوف والجبن، وليخسأ جيش الاحتلال !.
يا إلهي، ما هذا الانضباط في اللغة، والتمكين، والإجادة، وقد حُق له أن يشتم ويلعن ويُسفّه وهو بحاله المظلوم يكاد يطير عنده عقل أي أمرئ يتعرض لهذه المصيبة الكبرى.
إن مأساة #فلسطين قد خلقت أجيالًا من الفدائيين الذين ينظرون إلى الحياة الدنيا على أنها فعلًا متاع الغرور، يصبون إلى الشهادة كما يسعى غيرهم إلى الحياة، إلا أن حياة الفلسطينيين قد كُتبت في جنة عرضها السماوات والأرض، بل إني أخالهم متبرمون من بقائهم في الأرض معنا، وفي أعينهم كل صباح لا يرون سوى الفردوس، يتسابقون نحو الموت باعتباره بوابة الخلود والنعيم وراحة أبدية من الشقاء.
يضحكون كلما سقط صاروخ صهيوني فوق رؤوسهم، كأن أحدًا طرق عليهم الباب ليهديهم مصرفًا من المال والكنوز !
أي عالم هؤلاء، ومن أي صخر قُدّت أرواحهم، ومن أي ماء خُلِقت أجسادهم ؟
.. طوبى لفلسطين ????????
#غزه_مقبرة_الغزاة
@WaelDahdouh