السبت 2 ديسمبر 2023 02:39 مـ 19 جمادى أول 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
أول رد لمجلس الأمن الدولي على اختطاف مليشيا الحوثي سفينة ‘‘جلاكسي’’ في البحر الأحمر الزعيم الشهيد والدرس الأخير برلمانية: مشاركة المصريين بالخارج في انتخابات الرئاسة تعكس صورة مصر الحضارية أمام العالم تعرف إلى تشكيل مانشستر يونايتد المتوقع أمام نيوكاسل.. راشفورد يقود الهجوم أمريكا و إسرائيل يسعيان لتحويل النزوح الداخلي للفلسطينيين إلى هجرة حزب الله اللبناني: لن نسمح بأي معادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية بسبب تساقط الثلوج بكثافة.. توقف خطوط النقل الجوي والسكك الحديدية بجنوب ألمانيا صحفي سعودي يكشف كواليس لقائه بالرئيس السابق ‘‘علي عبدالله صالح’’ بعد سقوط صنعاء: هذا ما أشعرني به وحدث بالفعل في ذكرها السادسة.. مابين بوابة الذل وحفرة الكرامة موجة برد شديدة تضرب 14 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر اليمن تدعو لتحرك عاجل لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة الرئيس العليمي .. الفسح في القلوب وليس في الكراسي

لقاء حوثي مع قيادات الإصلاح ودعوة المشاط لتبريد الجبهات

خالد سلمان
خالد سلمان


‏الدعوة التي أطلقها المشاط واللقاءات على مستويات قيادية متعددة بين الحوثي والإصلاح ، وتبريد الجبهات التي لم تكن مشتعلة بالجدية المطلوبة لإسقاط الإنقلاب ، كل هذا لم يكشف جديداً ولم يقدم قراءة مختلفة عن السياق العام ، سياق التفاهمات بين الطرفين ، وترسيم مساحة تبادل الأدوار والمنافع المشتركة بينهما ، من السياسة وحتى الإتجار بالسلاح وتوزيع المغانم وتبادل الأوراق السياسية ، ومراكز السيطرة والنفوذ .
مايجمع الطرفان أكثر مما يبعث على التباعد في المواقف، ومايؤكد الأهداف أوسع نطاقاً من هامشية الإختلاف حول الوسائل، فقضيتهما المشتركة ونقطة تقاطع المصالح تبدأ وتنتهي جنوباً ، حيث الإصلاح مضار من فكرة حق الجنوب في إستعادة موقعه على خارطة الامم كدولة مستقلة ، وكذا حال الحوثي كلاً لحساباته وقراءاته الخاصة، وحيث أن تقوية القدرات العسكرية للقوات الجنوبية وتحرير المناطق ، قد أجهض مخططات إخوانية للتمدد على مسارح تدر له دخلاً مهولاً كمناطق الثروات ، وتمثل عُقد إستراتيجية على صعيدي الداخل ، وتحسين مركزه وحصصه على مستوى مخرجات التسوية.
الحوثي بدوره يرى في الجنوب وأداته السياسية العسكرية، حاجزاً يحول دون تمدده وإكمال مشروعه في البسط على كل اليمن، وفي سبيل ذلك يوظف لغة الدين وإستجداء العواطف، ودعوات توحيد الجبهة الداخلية على خلفية الصراعات الإقليمية والقضايا القومية، كما هو حادث الآن في غزة، لتعزيز تحالفاته المحلية أكان لجهة الإصلاح ،أو خلق كيانات تحمل مسميات طبق الأصل من أحزاب وقوى سياسية قائمة ،فيما يظل الهدف طي الكتمان المتواري خلق ثقافة التقية ،إعادة إنتاج الإمامة وإن بعنوان آخر .
في معركتهما التي تتجه بكامل ثقلها الدعائي والمسلح نحو الداخل وتحديداً في الجنوب ،تتكثف تقاربات الحوثي مع الإصلاح ،وتُوزع الأدوار ومربعات الحركة والفعل بينهما ، بتوظيف كل المتاح بما في ذلك فتح ممرات آمنة لتهريب السلاح ،عبر نقاط الجيش المسيطر عليه إخوانياً ، وتسليم المناطق بلا مواجهات عسكرية حقيقية ،وحتى دعم الإرهاب الموجه سياسياً والتطرف الممول من قبلهما ،وتوفير العتاد النوعي له والملاذات الآمنة.
اللقاء الحوثي مع قيادات الإصلاح، واللغة المتبادلة الدافئة بينهما، ودعوة المشاط لتبريد الجبهات وصياغة التحالفات، تآتي جميعها متسقة تماماً مع هدف واحد :
إضعاف الخصم السياسي جنوباً ،بما يمثله من قوة موازية على مستوى التسلح والسيطرة على كل جغرافيته تقريباً ، وحتى محاولة التشويش على مشروعه السياسي البديل ،القائم على الإفتكاك عن المركز ،وتثبيت حق تقرير المصير ،وتعطيل حيثية إستدعاء فكرة الدولة الدينية المستبدة.