المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:51 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

النصر القادم من غزة هاشم

ما يحدث في قطاع غزة هذه الايام ، جعل انظار العالم تتجه الى هذه المنطقة العزيزة علينا من فلسطين ، وهذا يجعلنا نسلط الضوء على هذا القطاع .

غزة هي عاصمة القطاع وأكبر مدنه وسمي القطاع بإسمها ( قطاع غزة ) ويقع في الجنوب الغربي لفلسطين على شاطئ البحر الابيض المتوسط ، ويقدر عدد سكان قطاع غزة بإثنين مليون ونصف معظمهم من لاجئي 1948 م ، وتعتبر غزة من اقدم مدن العالم ، واكتسبت اهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس ، عند التقاء قارتي آسيا وافريقيا ، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين والشام جميعها جنوباً ، والموقع المتقدم للدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي ، هذا الموقع جعل منها ساحة المواجهة والقتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديث ( الفرعونية ، والاشورية ، والفارسية ، واليونانية ، والرومانية ثم ال ص ل يبية) ، هذه المدينة ترتفع عن سطح البحر حوالي 45 متر وتبعد عنه نحو 3 كيلو متر ،

اسسها الكنعانيون في القرن الثالث قبل الميلاد وسموها ( غزة ) ، كما تم اطلاق عليها نفس الاسم من قبل العرب اليمنيين ( المعينيون) الذين سكنوها وكان لهم دورهم الفاعل فيها قبل الميلاد .

تشكل مساحة قطاع غزة ما يقارب 1,23 % من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 الف كيلو متر مربع ، فمساحة القطاع 360 كيلو متر مربع ، بطول 41كيلو متر ، اما العرض فيتراوح ما بين 6 و 12 كيلو متر ، وتبعد عن القدس بحوالي 78 كيلو متر ..

تم فتح غزة على يد الصحابي عمرو ابن العاص في عهد الخليفة ابو بكر الصديق ، وكان مايقرب من نصف جيشه من اليمنيين ومن ابرز قادتهم (سلمة الحميري ) الذي استقر في غزة بعد فتح مصر ، ومعلوم ان عمرو ابن العاص قد توجه بعد ذلك الى فتح مصر في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب ، وكان معظم جيشه من اليمنيين كما تقول كل كتب التاريخ ،

سقطت غزة مع القدس وباقي مدن فلسطين بعد ذلك بيد الافرنج حتى استعادها صلاح الدين الايوبي بعد معركة حطين الشهيرة ، وقد وقعت بعد ذلك تحت حكم المماليك ، ثم الحكم العثماني ، حتى وقعت فلسطين بالكامل تحت ( الانتداب ) البريطاني عام 1917م، وما بين عام 1948م وعام 1956م خضعت للحكم العسكري المصري بموجب قرار تقسيم فلسطين ، حتى احتلتها ( إسرائيل) مع شبه جزيرة سيناء أثناء هزيمة 1967م ( عام النكسة ) ، وفي عام 1982م اكملت اسرائيل انسحابها من سيناء بموجب ( معاهدة السلام ) مع مصر ، لكنها لم تنسحب من قطاع غزة فقد فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه ، حتى انسحبت اسرائيل من القطاع عام 2005م بموجب خطة رئيس الوزراء السابق ( شارون ) للانسحاب احادي الجانب ،

اهم مدن قطاع غزة ( غزة ، رفح ، خان يونس ، جباليا ، دير البلح ، بيت لا هيا ، بيت حانون ) ، ويوجد في القطاع العديد من مخيمات اللاجئين ..

سُميت غزة بغزة هاشم ، بسبب ان الجد الثاني لرسول الله صل الله عليه وسلم ( هاشم ) قد مرض ودفن في غزة اثناء احدى رحلاته التجارية الى الشام ( رحلة الصيف ) ، وفي غزة كذلك ولد الإمام الجليل ( محمد بن ادريس الشافعي ) ،

ما يحدث لغزة الان ليس الاول ولن يكون الاخير ، فقد تم تدميرها عدة مرات في عصور مختلفة وكانت تنهض من جديد ، ومن عام 1948م حتى يومنا هذا وهي تتعرض لمجازر ومذابح عديدة راح ضحيتها عشرات الألاف ، ستحرر غزة وكل ارض فلسطين بإذن الله ، ولكن بعد توفر الاسباب ، وبعد تضحيات جسيمة وابادة للمدن واستشهاد مئات الآلاف واكثر ، تماما كما حدث في الجزائر ، فلم يكن هناك ادنى تكافؤ بين حركات ( المقاومة ) وبين الآلة الفرنسية الجبارة ، فبعد كل عملية لافراد التحرير كانت فرنسا ترد بعنف ، و تحرق الاخضر واليابس وتبيد قرى كاملة عن بكرة ابيها ، ومع ذلك قامت الثورة تلو الاخرى حتى خرجت فرنسا تجر اذيال الخيبة بعد 132 سنة من الجحيم ، وبعد اكثر من مليون شهيد ، ستنتصر فلسطين وسيكون بداية النصر من غزة هاشم ولو بعد حين ، مهما كان حجم الدمار والخراب والقصف لغزة فإن حياة سكانها ستكون اطول من حياة قاصفهم ، اما من يخذلون غزة فإن حياتهم اقصر بكثير مما يتصورون ، سيظل اسم غزة عنوان للكرامة ، وعلامة فاصلة بين الرجولة واشباهها . سيرحل الجميع ويبقى التاريخ والتاريخ لا يرحم. ، والله غالبُ على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.