هل اختار الجنوبيون ‘‘عيدروس الزبيدي’’ والشماليون ‘‘عبدالملك الحوثي’’؟؟
عزيزي المناضل السَّكْبة:
إذا كان تعليقك على ما يحدث في عدن من تمكين لمشروع التمزيق والتفتيت يتوقف عند قولك "الجنوب بيد أهله" فليس عليك سوى أن تغمض وتقول و"الشمال بيد أهله" لأن هذه هي التكملة الطبيعية والمنطقية لعبارتك السابقة. وفي هذه الحالة ما عليك إلا التوقف عن عزف سيمفونية "النضال" وروح قرح زماميط، وغني مع يحيى عنبه "سهل يا حبيبي، سهل ما يقع شي"!!
فالقبول بـ/ أو تبرير مشروع تقسيم وتمزيق اليمن الذي تمارسه قوة مسلحة أنشئت ودعمت من أطراف خارجية بالمال والسلاح، لا يقود سوى إلى تسويغ القبول بمشروع الإمامة الذي تدعمه وتسلحه إيران.
إذا قلت لي إن الإنتقالي الذي فرض سيطرته على محافظات الجنوب بقوة السلاح يمثل "شعب الجنوب"، ومارس من أجل ذلك القتل والسجن والتنكيل والتشريد ضد كل من يعارضه ويختلف معه، وإن "الحراك" كان موجود من قبل تدخل الأطراف الإقليمية، فإن الحوثي الذي سيطر على محافظات الشمال بتواطؤ إقليمي ودعم وتسليح إيراني، وقتل وسجن وشرد الملايين، سيكون معبراً، وفق تبريرك، عن "شعب الشمال" وهو برضه مشروع قديم وله جذور تمتد لمئات السنين.
النضال من أجل عزة ورفعة اليمن، كلٌ لا يمكن تجزئته حسب مزاج ورضا الأطراف الإقليمية، ولو تطلع بخيط وتنزل بسلبة فلن تستطيع التغطية على حقيقة أن مشروعي "التمزيق" و"الإمامة" متكاملان وكلٌ منهما يهيء ويقود للآخر.
باتقول لي الجنوبيين مش معنيين بالوحدة لأن طرفها الثاني لم يعد موجوداً، فسأقول لك إن الحل في خوض المعركة تحت مظلة اليمن الكبير، وليس في تسويغ مشاريع التمزيق والتفتيت باعتبارها نتيجة لوجود الحوثي في صنعاء أو نكاية بما تعتقده "تواطؤ الشماليين" مع الحوثي على قاعدة الذماري اللي شاف بيته يحرق قال "عيس في الكتن".
فلا الشماليين اختاروا الحوثي ومشروعه الإمامي السلالي، ولا الجنوبيين اختاروا عيدروس ومشروعه التمزيقي المناطقي بل كلاهما مشروعان فرضتهما إرادات إقليمية في لحظة ضعف يمر بها اليمن ناتج عن غياب قيادة بحجم المسؤولية، تحولت معها اليمن إلى ساحة حرب استنزاف طويلة بلا أفق.
وأنت تكرر هذه الادعاءات البلاستيكية لا تغمض عيونك عن حقيقة أن المعركة ضد الحوثي قدم فيها عشرات الآلاف من أبناء اليمن أرواحهم وتم خذلانهم، لأن المخطط كان مرسوماً له أن يمضي على نحو ما تراه الآن ونحن نقترب من الحلقة الأخيرة.
طال الزمان أو قصر سيتعافى اليمن ويتخلص من كل الأوبئة التي ألمت به، وستقضي ما تبقى من حياتك تحلف ان نواياك كانت سليمة بس الناس فهموك خطأ.
