المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:19 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

ماذا حدث في صنعاء يوم 24سبتمبر 1962م ؟

استكمالا للحديث عن سفر الارياني الى تعز حسب طلب الضباط الاحرار ، فقد تقدم الارياني الى الامام البدر بطلب السماح له بالسفر على الطائرة إلى تعز بسبب مرض ابنه الصغير ( وكان فعلا مريض ) حسب مذكرات الإرياني. لكن البدر الذي كان متوجسا بل إنه قد وصل إلى شبه اليقين أن هناك عمل كبير يتم التجهيز له من قبل الضباط تردد بالسماح للارياني بالسفر إلى تعز ، ولكنه عاد للموافقة واشترط أن تكون هذه الزيارة لمدة أربعة أيام فقط .

دعونا ننتقل الى مشهد آخر من المشاهد الاخيرة التي سبقت اليوم العظيم . فقد عكفت قيادة تنظيم الضباط الأحرار على وضع أهداف محددة لخطة الهجوم والاستيلاء على السلطة. كان من الضروري أن يتم الاستفادة من التجارب السابقة . ولكي يستفيد التنظيم قدر الإمكان من قواته المحدودة لخوض معركة حاسمة في وضعية صعبة وغير متكافئة . حدد تنظيم الضباط اهدافا أربعة للخطة .وهذه الأهداف كما وضحها العميد ( صالح الاشول )في مذكراته هي

1-السيطرة على جميع المواقع الاستراتيجية في كل من صنعاء وتعز والحديدة وحجة

2-ضرب حصار محكم على مقر الإمام البدر (دار البشائر )

3-مواجهة الإمام البدر بالقوة واحتلال (دار البشائر )اذا رفض التسليم

4-اعتقال جميع العناصر الإمامية الرئيسية في المدن السالفة الذكر .

من نافلة القول ان البدر كان على يقين بقدوم الثورة . لهذا كان يكرر الأسئلة على كل من العميد الضبي وقائد حرسه الزعيم السلال ويخبرهم بما يصل إليه وأنه قرر أن يضرب ضربته سواء اجابوا عليه بما يؤيد شكوكه أو ينفيها.. فكان جواب السلال عليه بأن جميع أنصار عمه ( الحسن ) قد دخلوا إلى صنعاء ومعهم الأمراء الصغار من بيت حميد الدين ولذلك لم يبق معه (البدر ) غير أولئك الضباط والمشايخ الذين ربطوا مصيرهم بمصيرة . فكان جواب البدر للسلال والضبي أنتما المسؤلان عن هذا الكلام اذا حدث عكسه ولن اتهاون بعد الآن اذا ظهر غير هذا.... وقد اورد هذا الحوار الزعيم السلال في ( وثائق أولى عن الثورة اليمنية ) ، قد يتساءل الكثير عن سبب عدم قيام البدر بضربته قبل تفجير الثورة رغم كل المعلومات المتوفرة لديه والتي تصل إلى حد اليقين؟

الواقع أن التنافس بين البدر وعمه الحسن كان له دور كبير في الأمر . رغم مبايعة البدر من الحسن ( المتواجد آن ذاك في نيويورك ) وكذلك مبايعة انصاره إلا أن الإمام البدر كان يشك في نواياهم ، وفي محاولة منه لكسبهم حاول في أسبوع خلافته أن يسلم لهم كل شيء وان يجعلهم المتحدثين بإسمه ، وفاة الامام احمد فجأة قد خفف مؤقتا من حدة التنافس على السلطة وفرض اوضاعا قلقة وارتباك لدى جميع الأطراف في الأسرة المالكة ، كل هذا جعل من الصعب على الإمام البدر القيام بأي خطوة ضد القوى الوطنية في الأسبوع الأول من إمامته. وهذه الظروف ساعدت قوى الثورة على التحرك في غفلة من الجميع ، هناك عامل آخر وهو المهم . فإن الله تعالى كان قد اذن بزوال حكم بيت حميد الدين .. وكما يقال اذا نزل القدر عمي البصر ، كان عامل الوقت كما اسلفنا يشكل ضغط شديد على قيادة الضباط الأحرار فأي تأخير ستكون عواقبه وخيمة. لذلك تم الاقتراح أن تكون الثورة يوم الثلاثاء ! غير أنه بعد تدارس الأمر من جميع النواحي تم التأجيل إلى يوم الخميس ، 48 ساعة تفصلنا عن ساعة الصفر . ويوم غدا إن شاء الله سنكون مع تفاصيل ليلة التحرك كما وضعتها قيادة تنظيم الضباط الأحرار .