المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:24 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

عندما يكون الشرف اغلى من الحياة

خرجت السيدة ( رباب بدير ) من منزلها في مدينة يريم بعد عصر الاحد التاسع عشر من شهر يونيو 2022م على امل شراء حاجات من السوق والعودة بسرعة الى المنزل ، خرجت وقد استودعت طفليها عند عمتها حتى العودة ، ولم تكن الاخت رباب تعلم انه الخروج الأبدي الذي لا رجعة فيه وانها لن ترى طفليها بعد تلك اللحظة التي قبلتهما فيها قبل مغادرة المنزل ، لم يطول بقائها في السوق طويلا فقد حصلت على ما تريد وقررت العودة وفي طريقها استوقفت باص وصعدت فيه ولم تكن تعلم المسكينة انها قد صعدت الى حافلة يقودها وحش بشري قد تجرد من كل القيم الإخلاقية والإنسانية صعدت الى مصيدة دون ان تعرف ذلك ، وبمجرد طلوعها الى الباص اقبلت الشياطين الى السائق ووسوست له بإن هذه فرصتك فهذه الفتاة وحيدة وسوف تكون فريستك والواقع انه لم يكن بحاجة الى وسوسة الشياطين فهو شيطان من اصله وله سوابق عديدة ، ما ان استقرت الفتاة على المقعد حتى اندفع السائق بسرعة جنونية وتجاوز المكان الذي كان مقرراً لنزول الفتاة وهي تصرخ وتستغيث طالبة منه التوقف بعد ان شعرت بغدره وانه يسوقها الى المجهول ولما لم تجد استجابة من ذلك الوحش قررت النزول من الباص بطريقتها الخاصة وهي طريقة الموت فيها اقرب من الحياة ولسان حالها يقول انا ابنة فلان وزوجة فلان ولا يمكن ان اخلف العار لاهلي واسرتي وهي من اسرة عريقة ومحترمة ولها مكانتها في يريم والمنطقة بالكامل .

فتحت باب الباص ورمت بنفسها الى الشارع والباص في اقصى سرعة له وما ان وصل جسمها الى الارض حتى ارتطم راسها على الرصيف وتطايرت منه الدماء وفارقت على اثره الحياة . العمة في البيت بدات تشعر بالقلق لتأخر رباب في السوق فاتصلت بها على هاتفها اكثر من مرة دون رد فكررت المحاولة حتى كان الرد ولكن ليس من رباب فرباب كانت قد انتقلت الى العالم الآخر بل كان الرد من احد العاملين في مستوصف التويتي الذي تم اسعاف رباب اليه واخبرها بالفاجعة الكبرى فانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم فاسرع الكثير من اسرة بدير ومن معهم الى المستشفى العام بعد ان تم نقل الشهيدة اليه من المستوصف وتم اشعار اجهزة الأمن بذلك فتحركت بقيادة صدام غلاب ( ابو عطان ) مدير امن يريم تم الإنتقال الى مكان الجريمة وبعد التحري والتدقيق توصلت اجهزة الأمن الى هوية ذلك الوحش من خلال كاميرا كانت مثبتة في احد المحلات القريبة وسجلت الواقعة فتم معرفة الباص الذي اسرع صاحبه بالفرار بعد ان وقع الحادث وعلى بعد كيلو متر ونصف من المدينة كان يختبئ في قرية ( بيت السفياني ) وتم القبض عليه بعد منتصف الليل عن طريق اجهزة الامن بالتعاون مع الاهالي . رحم الله الشهيدة ( رباب بدير ) ويرى معظم علماء النفس أن شخصية الفتاة التي تحمل اسم رباب ((تجعل منها فتاة قوية تتخطى ما يواجهها من صعاب كما انها شخصية متدينة ومحافظة ومتمسكة بعادات وتقاليد مجتمعها )) رحم الله الشهيدة رباب ورحم الله بطنا حملتها واما انجبتها واسرة ربتها ، وعظم الله اجركم يا آل بدير في مصابكم وسلام الله على فتياتكم قبل فتيانكم ونعم التربية يا آل بدير . الشكر والتقدير لمدير امن مديرية يريم صدام غلاب ( ابو عطان ) الذي يشيد الجميع بمواقفه الرجولية شكرا له ولكل افراد الامن في يريم ولكل الاهالي الذين تعاونوا مع اجهزة الامن .. الى الاجهزة المعنية في صنعاء مثل هذه القضية لا تحتاج الى تطويل والى التيه في دهاليز القضاء فلا بد من سرعة الحسم والحزم حتى يأمن الناس على نسائهم وبناتهم من مثل هـؤلاء الذئاب البشرية .. في ذمة الله يا ( رباب بدير ) لقد حفرت اسمك واسم اسرتك في لوحة الشرف والطهر والعفاف .