المشهد اليمني
السبت 27 يوليو 2024 04:37 صـ 21 محرّم 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”صوت الجماهير يُسمع: صافرات استهجان تلاحق إسرائيل في حفل افتتاح الأولمبياد” صراع قبلي يكاد يمزق نسيج المجتمع في قعطبة.. ثم يأتي الصلح ليلئم الجراح ”أنتم الآن أقرب إلى حرب عالمية ثالثة”.. ”ترامب” يحذر ”نتنياهو” مما سيحدث في الشرق الأوسط إذا خسر في انتخابات الرئاسة الأمريكية ”صوروا كلامي هذا وارسلوه للحوثي، لسنا خائفين منك”... قبيلة أرحب تتحدى الحوثيين (فيديو) ”مقترح غير متوقع: عفو مقابل بناء مستشفى لروح الطفلة حنين البكري” ”ميليشيا الحوثي تثير الفتنة: لافتة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي في اليمن” تطور خطير.. الكشف عن رحلة سرية لإحدى طائرات اليمنية من مطار صنعاء إلى العاصمة ”اللبنانية” بيروت ”أين التراث اليمني؟ صحفي رياضي يفجر قضية الزي في حفل افتتاح أولمبياد باريس” ”اختطاف الجندي المدافع عن عدن: رحلة البحث المؤلمة في سجون عدن السرية” سوق السلاح في عدن.. ظاهرة مستمرة تتحدى القرارات وتثير المخاوف قوات الانتقالي الجنوبي تصدر تصريح هام وتتحدث بشأن قضية علي عشال شخصية جنوبية شهيرة تصل صنعاء...وقيادات حوثية ترحب

محمد .. الرعد الهادئ!

في الطريق من الموصل إلى بغداد خلال أحد مهرجانات (المربد) لاحظت أنه تتبعني رغبة في الجلوس معي ، أملاً في حديث طويل يخفف من ملل السفر في طريقٍ طويل.

ما أدركته يومها هو ان محمد أحمد الرعدي السفير ، المثقف الكبير كان مثل قطعة ثلج كبيرة ، إسفنجة ناعمة لها ما لها من القدرة على امتصاص المعرفة من كل شيئٍ حولها لدرجة تفوق الخيال.

طرح عليّ سؤالاً غريباً عما إذا كنت متزوجاً أم لا ، فأجبته بالنفي ، فسألني "هل يعقل بعد كل هذا الترحال والشهرة لم تجد الفتاة المناسبة لك" فأجبته "بلى ، لكننى لم أجد بعد الفتاة التي أناسبها".

كان رأيي الذي صارحته به أنني مالم أجد (يمنية) أشم في عَرَقِها رائحة اليمن فلن أتزوج ، إلتفت إلي مستغرباً.

أحسست كأن كلامي وقع على عصبٍ حساسٍ لديه ، فقد كان متزوجاً من سيدة فرنسية كما علمت ، والرجل كان بالمجمل غربي الثقافة والتعليم والخبرة والعيش والعمل.

ذهب الرعدي للدراسة في لبنان ضمن ما عرف بـ (بعثة الأربعين) ومنها إلى فرنسا ثم مصر ، لكن الأهم من هذا أنه قرأ خارج الجامعة أكثر مما درسه في الجامعة بدليل إختياره لترجماته وفي مقدمتها (من كوبنهاجن إلى صنعاء) لأحد المستشرقين الدنماركيين.

تكررت بعد ذلك لقاءاتي بالرعدي خلال دراساته البحثية أو نشاطه في بعض المؤسسات المدنية كالهلال الأحمر.

من أجمل ما تعلمته من الرعدي هي كيف أنتقي من الكتب الكتاب الذي يقودني دون عناء إلى الكتاب الذي يليه ، الكتاب الذي يأخذني الى المسار الصحيح من المعرفة.

للرعدي إنجازات سياسية ودبلوماسية وثقافية واقتصادية عدة خلال سنوات حياته ودراسته وعمله ، لكن من وجهة نظري أن إنجازه الأهم كان اكتساب مستوى عال من الاحترام لـ (محمد الرعدي) إحترامٌ كبير يشبه الرعد!

*مقال سابق بتاريخ 1 أكتوبر 2021 عن الجميل الراحل اليوم محمد الرعدي بعد مرض عضال ، رحمة الله عليه.