نيويورك تايمز: الحلفاء في اليمن يحولون الحرب الأهلية إلى حروب متعددة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا لمراسلها في القاهرة ديكلان وولش وسعيد البطاطي حول الأزمة اليمنية وتحدثا فيه عن حليف يواجه حليفا وحربا أهلية داخل حرب حيث اتهمت الحكومة اليمنية يوم الخميس، الإمارات العربية بقصف قواتها التي كانت تحاول استعادة ميناء عدن الجنوبي من القوات الإنفصالية التي تدعمها الإمارات.
وقتل في الغارات 25 جنديا على الأقل وجرح 150 جنديا حسبما نقلت الصحيفة عن قائد من ميدان المعركة تحدث إليها عبر الهاتف. وقال إن الطائرات ضربت المكان نفسه قبل 14 ساعة ولكنها لم تخلف ضحايا.
وجاء الهجوم بعدما قام الانفصاليون الذين تدعمهم الإمارات بإخراج القوات التابعة للحكومة الشرعية التي تحظى بدعم من السعودية من عدن مما زاد من الصدع بين الإمارات وحليفتها السعودية. وهاجم وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني ما وصفها الهجمات الإماراتية الغادرة والتي قتلت 40 جنديا ومدنيا. وبررت الإمارات في بيان عن وزارة الخارجية الإماراتية الغارات بأنها استهدفت “عناصر إرهابية” وانتقاما لجرح جنديين من جنودها أثناء الهجوم على المطار يوم الأربعاء. ولم يذكر البيان الحكومة اليمنية وأكد على حق الإمارات الرد. ويهدد الهجوم بتصعيد التوتر بين الإمارات والسعودية الحليفان القويان في المنطقة واللذان تعاونا ولسنوات في مناطق متعددة من اليمن الى السودان وليبيا. ويقود البلدان الحرب في اليمن منذ عام 2015 عندما قرر وزير الدفاع السعودي في حينه محمد بن سلمان إرسال الطيران لضرب الحوثيين الذين تدعمهم إيران. إلا ان الشراكة تتعرض لضغوط منذ تموز (يوليو) عندما قرر الإماراتيون وبشكل مفاجئ سحب قواتهم من اليمن. وبانسحاب الإمارات من اليمن أصبحت السعودية مسؤولة عن الجنوب حيث تحولت المناوشات بين الفصائل اليمنية المتصارعة إلى حرب مفتوحة. وقامت القوات الإنفصالية التي دربتها وسلحتها الإمارات بالسيطرة على عدن بداية شهر آب (أغسطس) وأخرجت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منها. ويرى محللون أن غارات الخميس لن تؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه في العلاقات السعودية- الإماراتية. وتقول إليزابيث ديكنسون المحللة في مجموعة الأزمات الدولية “لم تنفصل السعودية والإمارات عن بعضهما البعض بعد” فـ “التحالف مهم للبلدين وهذا لا يعني أنهما لن يختلفا”. والخلاف واضح في اليمن حيث تدعم كل دولة طرفا من أطراف النزاع وتتباين رؤيتهما حول كيفية إنهاء النزاع الذي دفع البلد الفقير إلى حافة المجاعة.
وتقول ديكنسون إن الإمارات تريد الدفع باتجاه المحادثات مع الحوثيين ومواصلة الضغط على جيوب القاعدة في جنوب اليمن. أما السعوديون فهم يفضلون زيادة الضغط على الحوثيين الذين يقومون بإرسال الصواريخ والطائرات المسيرة على المطارات والمنشآت النفطية في جنوب السعودية. وقالت “ما يحدث هو متسق مع العناوين الأساسية للسياسة مع تباين في التفاصيل”. وشنت قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي هجوما قويا لإخراج قوات الإنفصاليين من عدن وسيطروا أولا على مدينة زنجبار وتقدموا بعدها إلى نواحي عدن. وأعلنت الحكومة أنها استعادت المطار والقصر الرئاسي حيث تعمل حكومة هادي الضعيفة منذ عام 2015. إلا ان الإنفصاليين أعادوا تنظيم صفوفهم وبتعزيزات جديدة واستعادوا المبادرة. وبنهاية يوم الأربعاء استعادوا السيطرة على مطار عدن. واستعادوا السيطرة صباح الخميس على زنجبار حيث قاموا بعمليات نهب لمقرات الحكومة والقواعد العسكرية المهجورة. وأعلن هادي في تصريح نادر عن سحب قواته من عدن لمنع تدميرها وحث حلفاءه السعوديين لكبح جماح الإماراتيين الذين اتهمهم بتقسيم البلاد ودعا مجلس الأمن الدولي لشجب الغارات. وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي تدير مستشفى لمعالجة الصدمات أنها استقبلت 51 جريحا على مدى ساعات.
وقالت المديرة مع منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع “هو فوضى كاملة”.وأضافت أنه من الصعب التأكد من يسيطر على عدن وأحيائها. وبعيدا عن الضحايا الواضحين للحرب إلا أن أثر المواجهات على العلاقات الإماراتية- السعودية وعلى المدى البعيد ليس واضحا، خاصة أنهما قامتا بتمويل الجهود الحربية منذ عام 2015. وحتى وقت قريب لعب البلدان أدوارا مختلفة، السعودية من الجو والإمارات قادت الجهود على الأرض خاصة العمليات حول الحديدة. ولكن الإماراتيين تشككوا من حكومة هادي وتعاملوا مع الإنفصاليين الجنوبيين كحلفاء.
المصدر: القدس العربي