إرث صاروخي
تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون لافروف، في "إزفستيا"، حول الطلب الراهن على منظومات ثمانينيات القرن الماضي السوفيتية للدفاع الجوي، ونجاحها في المعارك في اليمن.
وجاء في المقال: مر خبر إسقاط الحوثيين للطائرة المسيرة MQ-9 Reaper، مرور العابرين. وقد أثبت المتمردون غير مرة قدرتهم على إسقاط طائرات خصومهم المسيرة القاذفة.
ولكن من المثير للاهتمام، أن الولايات المتحدة الأمريكية، هذه المرة، بعد أسبوع من التفكير، لم تكتف بالاعتراف بإسقاط أقوى طائراتها الضاربة من دون طيار، إنما وحددت سبب مقتلها. فقد ظهر لدى الحوثيين نظام "كوب" الصاروخي السوفييتي القديم المضاد للطائرات. كانت تلك إجابة غير متوقعة عن سؤال كيف يمكن للمتمردين ضعيفي التسلح مواجهة أكثر الأسلحة "حداثة" في عصرنا.
التهم الموجهة إلى إيران مفهومة تماما. فهذه الدولة تنتج نسخة خاصة من صواريخ "كوب" محسّنة وذات مدى وارتفاع أكبر. الميزة الرئيسية للتحديث الإيراني تمثلت باستبدال رادار أكثر إحكاما وعصرية بالرادار القديم الكبير وغير الموثوق به، ووضعه على عجلات. بالإضافة إلى الرادار، حصل نظام الدفاع الجوي على محطة حديثة للرصد البصري عالي الأداء. وهو رخيص الثمن، وأبسط وأصغر من الرادار.
وقد شكل هذا النظام البصري بالنسبة للحوثيين إضافة رائعة لأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى. ففي حالة الطقس الملائم يكون فعالا في كامل نطاق عمل صواريخ. وهو، على عكس الرادار، يسمح بمراقبة مستمرة وطويلة الأجل، ويبقى في مكمنه غير مرئي. وهكذا، فمثل هذه الفرصة لا تقدر بثمن في النزال مع خصم أقوى وأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية. بل إن هذه المجمعات يمكن أن تكون مفيدة للبلدان ذات الجيوش القوية.
فبعد تعرض قاعدة حميميم الروسية في سوريا لغارات منتظمة بطائرات مسيرة، اضطروا إلى إرسال نظام دفاع جوي قصير المدى من طراز Tor-M2 إلى هناك. فلحماية موثوقة تماما من الطائرات بلا طيار الصغيرة ولكن المزعجة، لا يكفي وجود إس-400 وبانتسير.
لحسن الحظ ، بدأت روسيا في السنوات الأخيرة العمل بنشاط أكبر على تحديث أنظمة الدفاع الجوي المحمولة قصيرة المدى. لقد أظهرت الممارسة أن نسيان أنظمة الدفاع الجوي المتواضعة هذه في السعي وراء المجمعات البعيدة المدى والمكلفة ليس عقلانيا. فلديها مكانتها الخاصة في ساحة المعركة الحديثة، وإمكانات التصدير.