رعب في إسرائيل .. طيار مصري يقود مقاتلة ”جي-10” الصينية لأول مرة

في مشهد عسكري غير مسبوق، وثّقت عدسات الكاميرات لحظة جلوس طيار مصري داخل كابينة قيادة مقاتلة صينية من طراز "جي-10C"، وذلك ضمن فعاليات ختام مناورات "نصر الحضارة 2025"، والتي استمرت على مدار 18 يومًا من التدريب والتنسيق الجوي بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها الصينية. هذا التطور اللافت ليس مجرد استعراض جوي بل رسالة سياسية واستراتيجية تبرز تعاظم الشراكة بين البلدين في توقيت حساس للمنطقة.
لأول مرة.. الطيار المصري في قمرة مقاتلة صينية
أبرز ما لفت الانتباه في هذه النسخة من المناورات هو جلوس الطيارين المصريين في المقعد الخلفي لمقاتلات "جي-10C" الصينية الحديثة. هذا الحدث يُعد الأول من نوعه في تاريخ التعاون العسكري بين البلدين، ويعكس ثقة متبادلة عالية المستوى وتكاملًا متقدمًا في تدريبات القتال الجوي، وهو ما اعتبره خبراء مؤشراً واضحاً على تعمق التنسيق الفني والتكتيكي بين الطرفين.
كما شاركت في المناورات طائرات هليكوبتر "Z-20 KA" الصينية، والتي انتقلت لأول مرة إلى مصر عبر طائرات نقل استراتيجية من طراز "Y-20"، ما يعكس القدرات اللوجستية العالية للصين، واستعدادها لتوفير دعم متكامل لحلفائها في مسارح عمليات بعيدة.
شراكة تتجاوز الحدود الجغرافية
شهدت تدريبات "نصر الحضارة" لعام 2025 طيفًا واسعًا من السيناريوهات الجوية المعقدة، شملت مهام الدفاع الجوي والهجوم التكتيكي والتنسيق بين المقاتلات والمروحيات، إلى جانب دعم لوجيستي محمول جواً. ويرى مراقبون أن هذه المناورات تمثل رسالة متعددة الأبعاد؛ فهي تؤكد من جهة استعداد مصر لتوسيع شراكاتها خارج نطاق التحالفات التقليدية، ومن جهة أخرى تكشف عن صعود الصين كلاعب عسكري دولي يطرق أبواب الشرق الأوسط بثبات.
رسائل ضمنية وتفاعل واسع
التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي كان لافتًا، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن إعجابهم بهذا التحالف غير التقليدي بين حضارتين عريقتين. أحد الحسابات علّق قائلاً: "الصين تشارك العالم بينما أمريكا تحاول السيطرة عليه، هذا الفرق الحقيقي بين الحلفاء". فيما كتب آخر: "تحالف استراتيجي بين القاهرة وبكين يتنامى بقوة في كافة المجالات من العسكري إلى الصناعي والزراعي، إنه تحالف حضاري قبل أن يكون سياسياً".
لماذا هذه المناورات مهمة في هذا التوقيت؟
تأتي هذه المناورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خصوصًا مع استمرار الصراع في غزة، وتنامي الدور الإسرائيلي في التنسيق العسكري مع الهند، إلى جانب تغيرات واضحة في بنية التحالفات الدولية. "نصر الحضارة 2025"، بهذا المعنى، تُقرأ كرسالة مزدوجة: تحذير للخصوم، وإشارة طمأنة للحلفاء بأن مصر تمتلك خيارات استراتيجية متعددة، وأن الصين مستعدة لترسيخ وجودها العسكري عبر تعاون عملي على الأرض.
مقاتلات "جي-10C".. جوهرة سلاح الجو الصيني
تعتبر المقاتلة "J-10C" من أبرز طائرات الجيل الرابع++ الصينية، وهي مزوّدة برادارات "AESA" المتطورة، وتتمتع بقدرات قتالية متعددة المهام، كما أنها مزودة بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة حرب إلكترونية حديثة. دخول الطيار المصري إلى كابينة هذه المقاتلة لا يعني فقط تدريباً، بل يشير لاحتمالية دراسة اقتناء مصر لهذه الطائرات أو استخدام خبراتها التكتيكية لتطوير منظومتها القتالية.
ما بعد المناورات.. ماذا بعد "نصر الحضارة"؟
نجاح هذه المناورات قد يُمهّد لتوسيع نطاق التعاون ليشمل نقل تكنولوجيا أو تنفيذ تدريبات ثلاثية مع دول أخرى حليفة للصين ومصر. كما يُتوقع أن يُثمر هذا التعاون عن تنسيق أوسع في مجال الطائرات بدون طيار والأنظمة الدفاعية المتقدمة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تطوير سلاح الجو ليواكب التهديدات غير التقليدية.
تحالف المستقبل.. حضارتان على طريق واحد
الصين ومصر، دولتان تمتلكان حضارة ضاربة في أعماق التاريخ، ويبدو أنهما تخطّان اليوم أولى خطوات تحالف عسكري استراتيجي حديث، لا يقتصر على التدريبات أو التسليح، بل يتجاوزهما إلى بناء رؤية مشتركة لمستقبل أكثر توازنًا في النظام الدولي. وهذا التحالف، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية، قد يكون نواة لتكتلات جديدة توازن النفوذ الغربي المتغلغل في المنطقة لعقود.
مناورات "نصر الحضارة 2025" لم تكن مجرد تدريبات جوية بين بلدين، بل كانت بيانًا استراتيجيًا، كُتب بحروف من نار في سماء السياسة الدولية، بأن مصر تملك القرار والخيارات، وأن الصين باتت شريكًا جاهزًا للمشاركة في صياغة أمن المنطقة.
مصر والصين، نصر الحضارة 2025، مقاتلة جي 10، طيار مصري، مناورات جوية، التعاون العسكري، القوات الجوية المصرية، الجيش المصري، الصين في الشرق الأوسط، مقاتلات الجيل الرابع، طائرات واي 20، العلاقات المصرية الصينية، تدريبات عسكرية مصرية، شراكة مصرية صينية، التعاون الدفاعي، استعراض عسكري، الصين في أفريقيا، السلاح الجوي الصيني، طيران مشترك