إسرائيل تسمح بدخول مساعدات لغزة لأول مرة منذ مارس

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الإثنين، أن عدداً من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بدأت بالعبور إلى داخل قطاع غزة، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ الثاني من مارس. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول الإمدادات إلى المدنيين المحاصرين في القطاع.
شروط إسرائيلية صارمة مقابل "ممر آمن"
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح في وقت سابق اليوم أن بلاده لا تلتزم سوى بتوفير "ممر آمن" يهدف لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، والذي تحتجزه حركة حماس. وأكد أن إدخال المساعدات لا يعد التزاماً مطلقاً، بل يأتي ضمن ظروف تفاوضية محدودة.
حماس تعلن استعدادها للإفراج عن الجندي الأمريكي
في المقابل، أكدت حركة حماس مساء الأحد نيتها الإفراج عن الجندي ألكسندر، وذلك بعد محادثات مباشرة وغير مباشرة مع الإدارة الأمريكية، والتي تحاول الدفع نحو اتفاق شامل يشمل هدنة جديدة وإدخال مساعدات طبية وغذائية إلى القطاع. وتأتي هذه الجهود بعد أكثر من شهرين على الحصار الكامل المفروض على غزة.
مبادرات أمريكية وإقصاء لدور الأمم المتحدة
وفي سياق متصل، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل عن تأسيس مؤسسة جديدة ستكون مسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة. إلا أن هذه المبادرة قوبلت بانتقادات من منظمات دولية، إذ اعتُبرت تقليصاً لدور الأمم المتحدة والجهات الإغاثية الأخرى التي تعمل منذ بداية الحرب. وتشير بعض المصادر إلى أن الآلية الأمريكية قد تغير شكل العمل الإنساني داخل القطاع بشكل جوهري.
استمرار الأزمة الإنسانية رغم بوادر الانفراج
ورغم السماح المحدود بدخول الشاحنات، ما زالت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة متفاقمة، حيث يعيش السكان في ظروف مأساوية نتيجة الحصار وغياب الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود. وتستمر إسرائيل في اتهام حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات، بينما تنفي الحركة تلك المزاعم وتؤكد أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن ما تصفه بجرائم التجويع الجماعي بحق الفلسطينيين.