المشهد اليمني

الرئيس السوري يعرض ”غصن الزيتون” على ترامب: نفط، غاز، وسلام مقابل رفع العقوبات

الإثنين 12 مايو 2025 01:28 صـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
الشرع
الشرع

في خطوة مفاجئة وغير معتادة من النظام السوري، كشفت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الرئيس السوري أحمد الشرع يسعى لإبرام صفقة مباشرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تشمل تقديم تنازلات استراتيجية في ملفات الطاقة والسلام مقابل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ سنوات.

وبحسب التقرير، فإن الشرع عرض على ترامب -عبر قنوات غير رسمية- حزمة من المكاسب الاقتصادية والجيوسياسية، من بينها السماح للشركات الأمريكية بالوصول إلى حقول النفط والغاز السورية، بالإضافة إلى تعهد دمشق بتحقيق السلام مع إسرائيل، فضلاً عن بناء نسخة من "برج ترامب" الشهير في العاصمة السورية دمشق.

وأشارت الوكالة إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو كسر الجمود في العلاقات الثنائية بين البلدين، واستثمار العلاقة الشخصية التي كان يُعتقد أنها قائمة بين الرئيسين. ويعول الجانب السوري على استجابة ترامب لمقترحه، آملًا أن تؤدي أي تسوية محتملة إلى رفع الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية التي شلّت الاقتصاد السوري، وتوفير دفعة لجهود إعادة الإعمار.

وفي حال تم رفع الحظر، فإن سوريا ستكون أمامها القدرة على التعاقد مع شركات أمريكية كبرى في مجال النفط والطاقة، كما أنها قد تتجه لشراء طائرات تجارية من شركة بوينغ، ما يُعدّ دفعة اقتصادية هامة لدمشق بعد أكثر من عقد من الحرب والعزلة الدولية.

سوريا تطالب بالسلام.. وإسرائيل ترد بالصواريخ

ورغم التصريحات المساعية للسلام، أكدت المصادر أن سوريا تصرّ على أنها تريد إنهاء الصراعات الإقليمية، لكنها شكت من عدم جدية بعض الأطراف في استقبال مبادراتها. وفي هذا السياق، ذكر التقرير أن دمشق تعرضت لضربات صاروخية إسرائيلية رغم ما وصفته بـ"عرض غصن الزيتون"، وهو أمر تكرر في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.

واشنطن تشترط شروطًا صعبة لتخفيف العقوبات

من جانبها، أوضحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن سوريا لم تستجب حتى الآن للمطالب الأمريكية الرئيسية، والتي تتضمن طرد المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، وإجراء إصلاحات عسكرية شاملة، بالإضافة إلى تنفيذ أكثر من اثني عشر شرطًا يتعلق بتغيير سياسات النظام الداخلي والخارجي.

وترى واشنطن أن هذه الشروط ضرورية لضمان الاستقرار الإقليمي ومنع استخدام سوريا منصة لنشر النفوذ الإيراني في المنطقة.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متزايداً على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث تبقى سوريا بؤرة توتر بين القوى الكبرى واللاعبين الإقليميين. ويعتبر مراقبون أن محاولة الشرع التوجه مباشرة إلى ترامب تمثل تحولاً في استراتيجية النظام السوري، الذي يحاول استغلال الانقسامات والخلافات السياسية داخل الإدارة الأمريكية السابقة، أو على الأقل اختبار مدى قابلية ترامب للتفاوض خارج إطار السياسة التقليدية.

ومع ذلك، يبقى مستقبل هذه المبادرة غامضًا، خاصة في ظل التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، واستمرار الضغوط الدولية على النظام السوري فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان، والتعاون مع إيران، واستخدام السلاح الكيميائي.