المشهد اليمني

تصعيد جوي بين الهند وباكستان بعد هجوم كشمير الدامي

الخميس 1 مايو 2025 02:29 مـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
المجال الجوي بين الهند وباكستان
المجال الجوي بين الهند وباكستان

في مشهد يعيد إلى الأذهان لحظات التوتر القصوى بين الجارتين النوويتين، عادت أجواء التصعيد السياسي والعسكري إلى الواجهة بعد أن قررت الهند إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الباكستانية، وذلك ردًا على خطوة مماثلة اتخذتها إسلام آباد عقب هجوم دموي استهدف سياحًا في إقليم كشمير المتنازع عليه. القرار الهندي المفاجئ، والذي دخل حيّز التنفيذ مساء يوم الأربعاء الموافق الثلاثين من أبريل، يؤذن بمرحلة جديدة من التوترات الإقليمية، قد تكون لها تداعيات دولية في قطاع الطيران والملاحة الجوية.

الهند تغلق أجواءها رسميًا أمام الطيران الباكستاني

أعلنت الحكومة الهندية عن حظر كامل على عبور الطائرات الباكستانية لأجوائها، اعتبارًا من الثلاثين من أبريل وحتى الثالث والعشرين من مايو، وذلك وفقًا لإشعار رسمي موجه إلى الطيارين، صدر عن الجهات المختصة في نيودلهي. هذا القرار يأتي بعد أيام من حادث دموي راح ضحيته ستة وعشرون رجلًا في هجوم استهدف مجموعة من السياح في كشمير، وهي منطقة لطالما شكلت بؤرة نزاع مزمن بين البلدين.

انعكاسات الحظر: باكستان تبحث عن طرق بديلة شاقة

أكد مسؤولون هنود أن الحظر المفروض سيجبر شركات الطيران الباكستانية على تعديل مساراتها الجوية نحو دول جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا وإندونيسيا، عبر اتخاذ طرق أطول مرورًا بأجواء الصين أو سريلانكا، وهو ما سيزيد من أوقات الرحلات وتكاليف التشغيل بشكل ملحوظ. ويبدو أن هذه الخطوة تمثل ضغطًا اقتصاديًا واستراتيجيًا ضمن حزمة إجراءات الرد الهندي على الحادث الأخير.

جذور الأزمة: هجوم جامو وكشمير يشعل التوتر

بدأت سلسلة الإجراءات العدائية بعد الهجوم العنيف الذي وقع في منطقة جامو وكشمير، والذي وصفته الحكومة الباكستانية بـ"العمل الإرهابي"، واتهمت فيه أطرافًا لم تسمها صراحة. في المقابل، ردت الحكومة الباكستانية سريعًا بإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الهندية، معتبرة ذلك إجراءً سياديًا لحماية أمنها الداخلي، ما أعاد التوترات السياسية إلى أجواء البلدين.

مخاوف دولية من تفاقم الأزمة

يُنظر إلى هذا التصعيد الجوي بين الهند وباكستان بعين القلق من قبل المجتمع الدولي، خصوصًا في ظل امتلاك البلدين ترسانة نووية، وخلفية تاريخية من الحروب والنزاعات الحدودية. ويخشى محللون من أن تتطور هذه المواجهة إلى أزمة إقليمية أوسع، قد تُحدث اضطرابًا في حركة الطيران الدولية، وتؤثر على استقرار جنوب آسيا، في حال استمرت وتيرتها التصعيدية.