اغتيال قائد أمني بارز يشعل طرابلس ويثير الذعر

شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصعيداً أمنياً خطيراً، بعد إعلان مصادر متطابقة عن مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي. وتداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر سقوط أربعة قتلى داخل مقر اللواء 444 قتال، وهم غارقون في الدماء ومحاطون بمسلحين بزي عسكري، في مشهد يعكس عنف المواجهة.
تفاصيل اللحظات الأخيرة داخل اللواء 444 قتال
أشارت التقارير إلى أن الككلي قُتل خلال مفاوضات كانت جارية بين قادة بعض الأجهزة الأمنية داخل مقر اللواء، والتي سرعان ما تحولت إلى تبادل كثيف لإطلاق النار. ورغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى لحظة إعداد التقرير، فإن التطورات على الأرض تشير إلى تغيّر ميداني كبير، خاصة مع السيطرة على مقرات تابعة لجهاز دعم الاستقرار.
عبد الغني الككلي.. سيرة جدلية ونفوذ واسع
عبد الغني الككلي كان يشغل منصب قائد جهاز دعم الاستقرار، الذي أسسه المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج عام 2021. تمتع الجهاز بصلاحيات كبيرة تضمنت حماية المؤسسات الرسمية والشخصيات الحكومية، والمشاركة في العمليات القتالية. قبل توليه هذا المنصب، قاد الككلي ميليشيا "الأمن المركزي"، وشارك في معارك عدة أبرزها "فجر ليبيا" عام 2014، كما وُجهت له اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة.
الحكومة تعلن بسط السيطرة على العاصمة
أصدرت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية بياناً أكدت فيه سيطرتها الكاملة على منطقة أبوسليم، أحد أبرز بؤر التوتر. كما طمأنت وزارة الداخلية المواطنين في جنوب وغرب طرابلس بأنها تتابع عن كثب الأوضاع الجارية، وتعمل على احتواء التصعيد وضبط الأمن. وأعلنت الوزارة لاحقاً نجاح العملية العسكرية في المنطقة، مع التوجيه بإكمال الخطة الأمنية لضمان استقرار الأوضاع.
الأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب والدراسة معلّقة
في خضم هذه الأحداث، أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها العميق من تصاعد العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية. ودعت البعثة إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرة من أن استهداف المدنيين قد يُصنف كجريمة حرب. من جانب آخر، أوقفت العديد من المؤسسات التعليمية في طرابلس، بما فيها جامعة طرابلس، الدراسة والامتحانات حتى إشعار آخر، بسبب التوترات المسلحة التي لاتزال أصواتها تُسمع في مناطق متفرقة من العاصمة.
تحشيدات وتحذيرات ومخاوف من تصعيد أكبر
تزامنت الاشتباكات مع تحركات عسكرية لميليشيات من مدن مصراتة والزاوية والزنتان نحو طرابلس، على خلفية صراع محتدم بين جهاز دعم الاستقرار والقوة المشتركة في مصراتة. وكانت وزارة الداخلية قد ناشدت السكان بعدم مغادرة منازلهم حفاظاً على أرواحهم، في وقت كثّفت فيه القوات الأمنية وجودها في العاصمة.