الأحد 16 مارس 2025 03:49 مـ 16 رمضان 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اكتشف أسرار محمية الملك خالد الملكية الصخرية

الإثنين 17 فبراير 2025 04:23 مـ 18 شعبان 1446 هـ
محمية الملك خالد الملكية
محمية الملك خالد الملكية

تخفي محمية الملك خالد الملكية بين تضاريسها أسرارًا طبيعية عمرها آلاف السنين، حيث تُشكِّل الصخور المنحوتة بعوامل التعرية لوحاتٍ فنية مدهشة تحكي قصة الزمن. تعد هذه المحمية إحدى أبرز الوجهات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، حيث تتنوع جيولوجيًا بفضل الظروف المناخية المتغيرة عبر العصور.

جبال العرمة.. كنز جيولوجي فريد

تعد جبال العرمة، التي تمتد لأكثر من 700 كيلومتر من أم الجماجم شمالًا إلى البياض جنوبًا، من أبرز المعالم الجيولوجية داخل المحمية. وتتميز هذه الجبال بصخورها الضخمة ذات الأشكال الفريدة التي نحتتها الرياح والأمطار عبر الزمن. بين هذه التكوينات الصخرية الفريدة، يمكن العثور على كهوف طبيعية، جسور حجرية، وأعمدة صخرية، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا لهواة التصوير والمغامرة. كما تحتفظ الصخور بسجل جيولوجي غني يعكس التحولات البيئية والمناخية التي مرت بها المنطقة على مدار العصور.

التنزه "المسؤول" للحفاظ على البيئة

تحرص هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التكوينات الصخرية والغطاء النباتي للمحمية، حيث أطلقت الدليل الإرشادي للتنزه "المسؤول". يهدف هذا الدليل إلى توعية الزوار بكيفية الاستمتاع بالمحمية دون الإضرار بها، وذلك عبر الالتزام بالمسارات المحددة وتجنب التأثير السلبي على الطبيعة. كما قامت الهيئة بتدريب مرشدين سياحيين بيئيين لتقديم تجربة تعليمية ثرية تتناول خصائص الصخور، وأهمية التشكّلات الصخرية، والتاريخ الجيولوجي للمكان.

وجهة سياحية مثالية في الشتاء

مع انخفاض درجات الحرارة، تتحول محمية الملك خالد الملكية إلى وجهة مثالية لعشاق السياحة البيئية والمغامرات. يمكن للزوار استكشاف التشكّلات الصخرية عن قرب، والاستمتاع بالتنزه بين الجبال العملاقة، والمشاركة في رحلات المشي الخلوي وركوب الدراجات الهوائية عبر المسارات الطبيعية. كما توفر المحمية تجربة فريدة لمحبي الفلك، حيث تُعد سماؤها الصافية مثالية لمراقبة النجوم والاستمتاع بجمال الليل في أجواء طبيعية ساحرة.

الحفاظ على التراث الجيولوجي للمستقبل

تعد المحافظة على هذه التشكّلات الصخرية جزءًا من جهود حماية التنوع الجيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية. ويُسهم تبني الممارسات المسؤولة في الحفاظ على المعالم الطبيعية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة. كما أن هذه الجهود تتيح فرصة فريدة للاستمتاع بجمال التضاريس والتعرف على تاريخ المنطقة الجيولوجي في بيئة تجمع بين المغامرة والاكتشاف.

"شتاء العرمة".. تجربة لا تُنسى

في إطار جهودها لتعزيز السياحة البيئية، أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية موسم "شتاء العرمة" في العام الماضي. وقد تم اختيار اسم "العرمة" كعلامة تجارية مسجلة نظرًا لأهمية هذه التضاريس الفريدة التي تحتضن نقوشًا حجرية وقصصًا تاريخية تعود إلى آلاف السنين. ومن خلال هذا الموسم، تقدم الهيئة فعاليات متنوعة تتيح للزوار فرصة استكشاف هذه التضاريس والاستمتاع بالطبيعة في أجواء مثالية.