• الرئيسية
• منوعات

على بُعد خطوات قليلة من الأهرامات الثلاثة الشامخة في الجيزة، يبرز فندق "ماريوت مينا هاوس" كتحفة معمارية وقصة من الفخامة والتاريخ، يُعد الفندق، الذي يعود تأسيسه إلى الخديوي إسماعيل في عام 1869، أحد أبرز الوجهات الفندقية في مصر، حيث يجمع بين الفخامة العصرية والسحر التاريخي.

أسعار تُحاكي الفخامة

خلال شهر ديسمبر الماضي، كشفت قائمة أسعار الغرف في الفندق عن مستوى فاخر من الإقامة، فقد بلغ سعر الجناح المطل على الأهرامات 6500 دولار في الليلة الواحدة، ما يعادل نحو 328.8 ألف جنيه مصري، أما الغرفة "ديلوكس" المميزة، فقد سجلت 2500 دولار، أي حوالي 126 ألف جنيه.

ووفقًا للقائمة التي حصلت عليها "العربية Business"، تراوحت أسعار الغرف الأخرى بين 1500 دولار للغرفة "ديلوكس" المطلة على الحديقة، و2150 دولارًا للغرفة التنفيذية المطلة على الأهرامات، وهذه الأسعار تعكس الطلب المتزايد على الإقامة الفاخرة بالقرب من أحد أعظم معالم العالم، ويصل سعر إيجار الجناح الفندقي إلى 2.2 مليون دولار سنويًا وهو أغلى سعر إيجاري لفندق في جمهورية مصر العربية.

تاريخ عريق وشخصيات عالمية

فندق "مينا هاوس" لم يكن مجرد فندق عادي. بُني على مساحة 40 فدانًا ليكون استراحة ملكية للخديوي إسماعيل، قبل أن يُباع في عام 1883 لزوجين إنجليزيين قاما بتحويله إلى فندق، ومنذ ذلك الحين، استضاف الفندق شخصيات بارزة مثل ونستون تشرشل، والرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، والكاتبة أجاثا كريستي، والمغني فرانك سيناترا، ليصبح شاهداً على لقاءات وحكايات تاريخية لا تُنسى.

استثمارات وزيادة في الأسعار

وفي ديسمبر 2023، شهد الفندق نقلة نوعية بعد بيع حصة في سبعة فنادق، من بينها "مينا هاوس"، إلى شركة "أيكون" التابعة لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، بلغت قيمة الاستحواذ 800 مليون دولار، مع خطط لضخ استثمارات جديدة لتحسين مستوى الخدمات.

وهذه الاستثمارات، إلى جانب قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، دفعت بأسعار الفنادق في المنطقة إلى الارتفاع بنسبة تزيد عن 25% خلال الربع الأخير من العام الماضي، وفقًا لمصدر مطلع. وتوقع المصدر أن تشهد الأسعار مزيدًا من النمو مع الإعلان عن الافتتاح الرسمي للمتحف.

ازدهار السياحة الثقافية

ويشهد قطاع السياحة الثقافية في مصر ازدهارًا ملحوظًا، خاصة في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر، مع نمو التدفقات السياحية، إذ أشار محمد عثمان نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، إلى أن هذه الطفرة ساهمت في رفع أسعار هذا النوع من السياحة بنسبة تتراوح بين 17% و20%.

ومع استقبال مصر 15.7 مليون سائح في عام 2024، وتأمل الحكومة رفع العدد إلى 17 مليون بنهاية العام الجاري، تبدو الآفاق واعدة، كما يتوقع عثمان أن تزيد حصة السياحة الثقافية من إجمالي الدخل السياحي إلى ما بين 30% و38%، مقارنة بـ25% حاليًا.

رؤية للمستقبل

"ماريوت مينا هاوس" ليس مجرد فندق، بل هو نافذة على التاريخ وجسر بين الماضي والحاضر، مع استمرار الاستثمارات والتطوير، يبدو أن الفندق سيظل رمزًا للفخامة وجزءًا لا يتجزأ من تجربة السياحة الثقافية في مصر، مقدماً لضيوفه تجربة إقامة لا تُنسى تحت ظلال الأهرامات الخالدة.