تسليم المرتبات في صنعاء وعدن ومسؤول حكومي يحتقر العملة اليمنية
فرحة غامرة عاشها اليمنيين جنوبا وشمالا بعد الإعلان رسميا عن صرف المرتبات في اعقاب الانباء الواردة من العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن، إذ أعلن بنك عدن للتمويل الاصغر، الاحد (24 نوفمبر) عن "ايداع مرتبات مطابع الكتاب المدرسي في عدن لشهر نوفمبر في حسابات الموظفين". وقال: "يمكن للموظف سحب راتبه عبر إرسال حوالة من خلال تطبيق بنك عدن واستلامها من أي وكيل لخدمة عدن حوالة".
من جهة أخرى نقلت صحيفة "26 سبتمبر" الصادرة عن ادارة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع التابعة للانقلابيين الحوثيين والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، عن "مصدر في وزارة التربية والتعليم والبحث العليمي قوله: ان "ترتيبات تجري لصرف حافز شهرين للمعلمين خلال الاسبوع الجاري".
ما يقهر اليمنيين ويحرق قلوبهم هو إن المسؤولين في صنعاء أو عدن يتلقون رواتب هائلة تسيل لها اللعاب، وهم لا يتقبلون العملة اليمنية ويتعاملون معها بازدراء واحتقار، وكم شعرت بالاشمئزاز والتقزز والاحتقار لمسؤول كبير وهو يسخر من العملة اليمنية ، ويقول " وضع ألف دولار في الجيب لا يعني شيء فهي خفيفة وسهلة الحمل، لكنك ستحتاج إلى مجموعة من العمال لحمل العملة اليمنية إذا قررت تحويل الألف دولار إلى العملة اليمنية، ولم اتمالك نفسي فقلت له ربما لو صرفت راتبك بالدولار وحولته للعملة اليمنية فستحتاج إلى قاطرة لحمل الفلوس اليمنية، فتظاهر انه لم يسمعني وانصرف لحال سبيله، ونسي هذا الوغد انه هو وامثاله من الفاسدين واللصوص هم من أوصلوا العملة إلى هذا المستوى.
ليس عندي ذرة شك إن الكثيرين من قادة الدول يحتقرون بشدة المسؤولين اليمنيين ، ليس لأنهم فاسدين ولصوص وقطاع طرق، فهذه النوعية موجودة في كل بلدان العالم، ولكن هذا الاحتقار سببه ان قادة تلك البلدان يدركون مدى نذالة المسؤول اليمني الذي يأخذ لقمة العيش من فم الفقير ويحرمه وأطفاله من أبسط مقومات الحياة دون أن تهتز له شعرة، لأنه شخص فقد كل القيم الأخلاقية وفيه خسة لا متناهية ، وهو كائن يعيش جسدا فقط، أما ضميره واحاسيسه فهي ميتة.
عندما تسرق من رجل غني ألف دولار، فربما لا يعني له هذا المبلغ شيء، فهو يمتلك الملايين وربما المليارات، لكن حين تأخذ من شخص فقير لا يملك إلا قيمة الخبز ليطعم أطفاله، فأنت لم تسرق المال فقط، بل انت قاتل ومتوحش لأنك قتلت أسرة كاملة، وكم سمعنا من حوادث تفطر القلب وتدمي العين حين يقدم رب الأسرة على قتل نفسه لأنه عجز عن توفير لقمة العيش لأطفاله الذين يتضورون جوعا، بل إن بعضهم يجهز أولا على أسرته قبل ان يقدم على قتل نفسه.
الراتب في كل دول العالم هو حق طبيعي لكل مواطن لكي يتمكن من العيش وتوفير متطلبات الحياة، إلا في يمننا الحبيب، فالجميع يؤكدون انه يطير في نفس اليوم الذي يتسلمونه، فهو مثل الزائر الخفيف الدم والظل لأنه لا يمكث عندك لوقت طويل، وليس كما تفعل الضيوف ثقيلة الدم، ورغم كل ذلك لا ينال اليمنيين مرتباتهم كاملة وغير منقوصة، ولا يحصلون إلا على ربع او نص راتب أو راتبين كل عام أو نصف راتب خلال العيدين ( الأضحى والفطر ) .
وهؤلاء السفلة لا يخشون من أن التاريخ سيلعنهم فهم لا يهتمون ولو كتب التاريخ انهم اسواء خلق الله مادام ذلك سيوفر لهم ولعائلتهم العيش الرغيد والحياة المترفة، فليكتب التاريخ ما يشاء، وثقتي بأن الله لا يخلف الميعاد وهو توعد الفاسدين بالويل والثبور، والعقاب الإلهي قادم لا محالة، ولن يترك الله هؤلاء السفلة يسومون الناس سوء العذاب إلى ما لانهاية، وسيكون عقابهم مزلزل ومرعب وسيثلج صدور كل أبناء الشعب اليمني العظيم والصابر، ويخلصهم من هذه الشرذمة.