التبرع بالدم.. عمل إنساني نبيل يحث عليه الإسلام وفق شروط محددة
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد مانع شرعي يحول دون التبرع بالدم إذا استدعت الضرورة ذلك، بشرط توافر عدة ضوابط وشروط للحفاظ على سلامة المتبرع وتحقيق المصلحة المرجوة، بما يحقق الثواب العظيم ويؤدي إلى إنقاذ حياة الآخرين.
شروط وضوابط التبرع بالدم
أوضحت دار الإفتاء أن التبرع بالدم يتطلب استيفاء بعض الشروط، ومن أبرزها:
- وجود ضرورة قصوى: يجب أن تكون هناك حاجة ملحة للدم، مثل إنقاذ مريض أو ضحايا حوادث وكوارث أو لدعم عمليات جراحية.
- تحقيق مصلحة مؤكدة: أن يكون التبرع بالدم مفيدًا من الناحية الطبية ويمنع عن المتلقي ضررًا مؤكدًا.
- عدم إلحاق الضرر بالمتبرع: يجب أن لا يؤدي التبرع إلى تأثير سلبي على صحة المتبرع أو حياته أو قدرته على العمل، وأن يتم ذلك وفق تقييم طبي دقيق.
- خلو المتبرع من الأمراض الضارة: من الضروري التأكد من خلو المتبرع من الأمراض التي قد تضر بصحة المتلقي، إذ لا يجوز شرعًا نقل ضرر من شخص لآخر.
- التأكد من الأهلية الكاملة للمتبرع: يجب أن يكون المتبرع قادرًا ومؤهلًا للتبرع، ويتمتع بصحة جسدية وعقلية تامة.
ثواب التبرع بالدم
وأكدت دار الإفتاء أن للتبرع بالدم أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، لما فيه من إحسان وإنقاذ حياة البشر. استندت الدار في ذلك إلى قول الله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، وإلى الحديث النبوي: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ». فالتبرع بالدم يعتبر بابًا عظيمًا للإحسان ومساعدة المحتاجين، ويعزز من روح التضامن والتآزر في المجتمع.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن التبرع بالدم لا يعد فقط عملًا جائزًا بل يُثاب عليه المتبرع؛ إذ إنه يندرج ضمن الأعمال الإنسانية النبيلة التي يحث عليها الدين الإسلامي، ويعبر عن قيم التضحية والإيثار